الفرح بعيد الأضحى المبارك قيمة عقيدية وفطرية ليس في مكة والمشاعر المقدسة فحسب، فأينما وجد مسلم على وجه المعمورة وجدت معه وفي داخله تلك الفرحة بأيام الله العظيمة، ويظل الاحتفال بهذه المناسبة في المملكة ذات طعم وذائقة أخرى بما أنعم الله به عليها وعلى أهلها من جوار بيت الله الحرام واستضافة قاصديه، فمنذ الانتهاء من صلاة فجر يوم العاشر من ذي الحجة، يبدأ المواطنون بمختلف الأعمار، رجالا ونساء، شيوخا وأطفال، في التوجه إلى مصليات العيد، حيث يرتدي الأطفال أجمل الثياب، حاملين سجادة الصلاة، ابتهاجا بيوم الله العظيم. محمد الزهراني أوضح أن بعض شباب القرى والأحياء، يتطوعون لتزيين شوارع المنطقة، لترتسم الفرحة والبهجة على وجوه الأطفال والكبار، فيما تتحول الشوارع جميعها، لاسيما في القرى، إلى ساحات للتعارف والتعانق وتبادل التهاني، أثناء السير لأداء الصلاة، ويواصل المصلون تكبيرهم وتهليلهم، مرددين: «الله أكبر الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد». ويشير محمد الأحمدي إلى أن الأطفال يلتفون حول الأغنام باختلاف أنواعها الحري والسواكني والنعيمي والنجدي والبربري في جو تكسوه المتعة والألفة بين أفراد الأسرة من خلال التمسك بهذه الشعيرة الإسلامية اقتداء بالمصطفى صلى الله عليه وسلم، وتكمن هذه المظاهر في حرصهم على جلب الأضحية من أسواق المواشي والحظائر أو من المهتمين بتربيتها وذلك قبل العيد بيومين وتجهيزها للذبح صباح يوم العيد أو يوم النحر. وأكد خالد القحطاني أن الاستعداد لعيد الأضحى المبارك، يكون قبيل قدومه بأيام فمنذ الانتهاء من صلاة فجر يوم العاشر من ذي الحجة، تعلن حالة الطوارئ في المنازل، الكل في فرح، والجميع يشارك في تلك التظاهرة الاحتفالية الكبيرة، التي تبعث على البهجة والأمل والسرور، مؤكدا أن أيام التشريق أيام ذكر الله تعالى وشكره وإن كان الحق أن يذكر الله تعالى ويشكر في كل وقت وحين، مستشهدا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال: (أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر الله).