دأب بعض الناس على استخدامات الحناء والاستفادة منها في جوانب مختلفة، لعل أبرزها ما يتصل بالزينة والنقش على الجسد بالنسبة للنساء، إضافة إلى الجوانب العلاجية والاستطباب وصبغ وتلوين الشعر وبعض الاستخدامات الأخرى، على اعتبار أن لها فوائد ومنافع كثيرة ومتعددة، وتبتهج صاحبة الحناء من كلمات المدح التي تسمعها من بعض النساء، وتستمد اعتدادها بوجودها وسط منافسة شرسة. وتطوع سلمى علي بيديها اللتين خط الزمن عليهما عروقا بارزة، نقش الحناء، وتضعه باحترافية على أيادي الفتيات، واستطاعت أن تشكل لها أرضية كاسحة من المحبين لنقشها، قابعة في ركنها المتواضع، مؤكدة أن الحناء زينة يتغنى بها بعض أهالي جازان في مناسباتهم حتى اشتهرت في ذاكرة الفلكلور والتراث الشعبي، فعلى مدى قرون عديدة اشتهرت الحناء وارتبطت ارتباطا وثيقا بحياة العديد من المجتمعات، وفي مقدمتها المجتمعات العربية والإسلامية التي اعتاد الناس فيها على استخدام هذه المادة وتوارثوها جيلا بعد جيل حتى عصرنا الراهن. وعن المكونات تقول إن الحناء أعشاب طبيعية تجفف وتطحن حتى تصبح ناعمة وتخلط بمواد مختلفة، تستخدم في صبغ الشعر وتقوية فروة الرأس لإعطائه رونقا ولمعانا. فيما ترى سعاد أن تخصيص جزء من منازل المحترفات في نقاش الحناء بجازان وأبي عريش وصبيا وصامطة، لاستقبالهن أيام المناسبات، لافتة إلى أن سعر النقشة يصل ل 250 ريالا أيام المناسبات والأعياد، أما العروس التي يتم نقش يديها حتى البوع فيبدأ سعرها من 300 إلى 1500 ريال. وتقول نورة إن المهنة لا تخضع لدى المحترفات إلى مواصفات ومقاييس لكن الفتيات يفتخرن بارتياد محلات النقاشات اللاتي يجدن المهنة وخاصة متوسطات العمر وذات مكانة اجتماعية، ولمكانة هذا الفن وارتباطه بالتراث الجيزاني والذي لا تزال تتمسك به المرأة الجيزانية، ويعد من العادات القديمة التي تقاوم البقاء رغم تطور المنتوجات الأخرى المصنعة.