«حنا عرس يا محلا نقشته .. زين البنات الليلة فرحته» أهزوجة جميلة، ترددها الفتيات وأمهاتهن في مشهد فريد أعاد للذاكرة عبق الماضي وتراثه الأصيل حيث احتشد عشرات الزوار من جماهير المهرجان حول المحنيات في خيمة التراث. ضمن تميز البرنامج الرمضاني لأرامكو 2011م ومحاولة اللجنة المنظمة بتنويع الفعاليات وأوجه النشاط لاجتذاب الجماهير والترويح عنهم بتخصيص ركن خاص لنقش الحناء. النقش بالحناء، فن جميل جدا، بدأ يتطور بسرعة في الآونة الأخيرة، فتحول إلى مهنة احترافية، تتنافس الحنايات فيها بجمال ودقة وروعة نقشاتهن. رباب الغراش فنانة تنقش الحناء بخيمة التراث قالت: إن الحناء عبارة عن نبات شجيري من العائلة الحنائية، جذوره حمراء، وأخشابه صلبة تحتوي على مادة ملونة تستعمل كخضاب للأيدي والشعر باللون الأحمر، ويوجد منها أصناف كثيرة مثل الهندي والشامي والبغدادي والشائكة. مشيرة إلى أن الحناء الهندي هي أغنى هذه الأنواع بالمواد الملونة، فهو يعطي اللون الأحمر الغامق والمرغوب كثيرا لدى النساء. واللون الأسود مرغوب أكثر للذين بلغوا من العمر عتيا. ومن المعروف لدينا أننا نستخدم من نبتة الحنة أو الحناء مسحوق الأوراق والزهور بالإضافة للجذور. وقد تفنن الكثير من الناس في كيفية تحضيرها بما يتناسب أذواقهم الخليجية أو العربية أو حتى الغربية. وأبانت الغراش أن أوراق الحناء من الأعشاب التي كانت تستخدم في القدم لعلاج الأورام والقروح إذا عجنت وضمدت بها الأورام. مشيرة إلى أن التجارب العلمية أثبت أن الحناء إذا وضع في الرأس لمدة طويلة بعد تخميره فإن المواد القابضة والمطهرة الموجودة بها تعمل على تنقية فروة الرأس من الميكروبات والطفيليات، ومن الإفرازات الزائدة للدهون، كما تعد علاجا نافعا لقشر الشعر والتهاب فروة الرأس. إضافة إلى ما عرف عن عجينة الحناء في علاج الصداع الناتج عن ارتفاع حرارة الرأس بوضعها على الجبهة. والتخضب بالحناء يفيد في علاج تشقق القدمين وعلاج الفطريات المختلفة. وتستعمل زهور الحنة في صناعة العطور أما استنشاق الزهور ينشط الحواس وينعش القلب ويقوي الأعصاب. وأوضحت الغراش أن بعض النساء يقمن بصبغ أجسادهن بالكامل بالحناء من خلال أحواض مخصصة لذلك بحثا عن اللون الذي يكون أقرب من اللون النحاسي (قليل السمرة) والذي يضفي لمسة جمال على أجساد النساء خاصة صاحبات البشرة البيضاء. ونبهت الغراش إلى تهاون بعض النساء في أساسيات استخدام الحناء، حيث يتعرضن إلى تيارات الهواء البارد أو الجلوس في المناطق المكيفة عند استعمال الحناء للرأس، ما قد ينتج عنه حدوث حالات من التشنج أو الشلل المؤقت لا سمح الله، إضافة إلى تجنب استخدامه في اليد أو القدم خلال موسم الشتاء لما قد يسببه من مضاعفات لمصابي الروماتيزم وتشنج عضلات اليد.