أوضح الدكتور عبدالعزيز العليوي استشاري أمراض باطنة وروماتيزم أن «مرضى الروماتيزم يستطيعون أداء فريضة الحج بشرط أن تكون حالتهم الصحية مستقرة، وألا يكون المرض بوضع نشط، مع ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة، واستعمال الأدوية، وأخذ الإذن بذلك من الطبيب قبل السفر، خاصة وأن بعض الأمراض الروماتيزمية تقلل من مقاومة الجسم للأوبئة، إضافة إلى ما تحدثه بعض الأدوية المستخدمة في علاج هذه الأمراض من ضعف المناعة، وهذه الأسباب مجتمعة قد تؤدي لا سمح الله إلى قابلية المريض للإصابة ببعض الأمراض الوبائية نظراً لضعف المناعة». وأشار الى أنه يوجد ما يزيد على 120 – 140 نوعا من أمراض الروماتيزم وأن لكل نوع صفته الإكلينيكية الخاصة مع العلم أن بعض الأمراض الروماتيزمية قد تصيب الإنسان من رأسه حتى أخمص قدميه، فبعضها قد يصيب الجلد، أو الجهاز العصبي والمخ والصدر والقلب إضافة للمفاصل، فقد تكون الأعراض موجهة لأي من أجهزة الجسم المختلفة، والمضاعفات تحدث حسب نوع المرض والجهاز المصاب». ونصح مرضى الروماتيزم الذين ينوون تأدية فريضة الحج بضرورة اصطحاب تقرير طبي يفيد بالتشخيص والعلاجات المستخدمة على أن تكون أسماء الأدوية علمية وليست أسماء تجارية وأخذ نسختين (عبوتين) من جميع الأدوية تحسبا لظروف الضياع ووضع كل نسخة في مكان مختلف عن الآخر مع أهمية أن يكون التخزين بشكل جيد، كما أنه على المريض اختيار الحذاء المناسب قبل السفر لضمان سهولة الحركة وحماية القدم، واستخدام الكراسي المتحركة وأخذ الحيطة عند الحركة لوقاية المفاصل كون الارتطامات مهما كانت بسيطة قد تؤدي إلى كسور في مريض الهشاشة أو وقوع أزمة حادة في مريض النقرس. وأشار إلى ضرورة الابتعاد عن الإجهاد وأخذ قسط من الراحة والنوم الكافي، وعدم التعرض لأشعة الشمس في أوقات الذروة واستخدام الكريمات الخاصة الوقائية الموصوفة من الطبيب كون الأشعة تنشط بعض الأمراض كالذئبة الحمراء، والاهتمام بالغذاء المتوازن وشرب كميات تعويضية وكافية من المياه، وعدم الإسراف في تناول أنواع معينة من الأغذية كالإسراف في تناول البروتينات التي قد تؤدي إلى أزمة حادة في مرض النقرس وتؤدي إلى الآم مبرحة وإعاقة مؤقتة، والامتناع عن التدخين في هذه الأجواء الروحانية كون التدخين بالإضافة لآثاره السلبية على كافة أعضاء الجسم فإنه يجعل المدخن أكثر عرضة للإصابة ببعض الأمراض الروماتيزمية. وخلص الى القول إن الحج رحلة مقدسة يجتمع فيها المسلمون من كافة بقاع العالم بثقافات مختلفة، فالحذر كل الحذر من استخدام أدوية الآخرين، أو تجربة خلطات عشبية مزعومة يكثر الترويج لها في هذه المواسم، وهي في حقيقتها عبارة عن أعشاب ملوثة مخلوطة بعلاجات (أدوية تقليدية) وبطريقة عشوائية قد تؤدي إلى مضاعفات أو تودي بحياة المريض لا قدر الله.