حذر مختصان في التغذية ضيوف الرحمن من تناول الأطعمة المكشوفة التي تكون عرضة للتلوث الميكروبي، مشيرين إلى أن تناول الأكل الصحي والإكثار من الفواكه والخضار يعزز من مناعة الجسم. ولفتا إلى أن تناول المشروبات الغازية قد يسبب الانتفاخ ويعيق حركة الحاج في أداء النسك في المشاعر، داعين إلى تناول العصائر الطازجة والماء. أكد استشاري التغذية العلاجية ونائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الغذاء والتغذية الدكتور خالد على المدني أن لموسم الحج طابعا مميزا، حيث ينشط الحجيج ويؤدون مناسكهم التي تتطلب جهدا جسمانيا كالطواف والسعي ورمي الجمرات والانتقال بين بقاع المشاعر المقدسة، كما يوجد بعض التغيرات التي تصاحب هذه الفترة الزمنية مثل: التغيير في مواعيد تناول الطعام ونوع وكمية المتناول منه. وهناك علاقة بين الغذاء من حيث كميته ونوعيته وصحة الإنسان، وفيما يتعلق بسلامة الغذاء من التلوث الميكروبي أو التسمم الغذائي فإنه يلزم اختيار نوعية من الأغذية الملائمة والمريحة في الاستخدام والاستهلاك تتناسب مع الفترة الزمنية المميزة للحج. وقال: «يجب على الحاج تناول وجبات غذائية تساعده في الحفاظ على توازن الطاقة في الجسم، والاحتفاظ بكمية من السوائل تعوض ما يفقده نتيجة العرق مع الوضع في الاعتبار العادات الغذائية للحجاج، وذلك لغرض توفير أطعمة مقبولة عند الجميع». وأشار إلى أن التغذية خلال فترة أداء مناسك الحج تهدف إلى تحقيق العديد من الأهداف، أهمها: توفير العناصر الغذائية اللازمة لاحتياجات الجسم والتي تشمل البروتينات والكربوهيدرات والدهنيات والفيتامينات والعناصر المعدنية والماء، وتحسين مستوى التغذية للحجاج بحيث تكون كافية دون إفراط، أي أن تكون بالكمية اللازمة لاحتياج الفرد وما يبذله من طاقة حيث تنتج مشاكل طبية عديدة من سوء التغذية، بسبب نقص في كمية الغذاء أو أحد عناصره الهامة، والتي تظهر بصورة واضحة في فئات خاصة خلال مراحل العمر المختلفة كالرضع، والأطفال والحوامل، والمرضعات، والمسنين. ومن ناحية أخرى، فإن الإفراط في استهلاك الطعام يؤدي إلى اضطرابات معوية، تسبب حدوث التسممات الغذائية الناتجة عن تلوث الغذاء باتباع الطرق والإرشادات الصحية السليمة وتحضير وإعداد الأطعمة مع النظافة، فالنظافة واجبة في كل شيء في حياة الإنسان المسلم وهي أوجب ما تكون في الغذاء حيث أن كثيرا من الأمراض تنتقل عن طريق الطعام أو الشراب الملوث. ونصح المدني ضيوف الرحمن بزيادة تناول الفواكه والخضروات الطازجة بعد غسلها جيدا، حيث توفر المصدر الجيد للفيتامينات والأملاح المعدنية والطاقة والألياف الطبيعية والسوائل التي تجنب الحاج الإمساك، تناول التمور مع منتجات الألبان (زبادي ، أجبان ، لبن) يمد الإنسان بوجبة عالية القيمة الغذائية سهلة الهضم كما يوفر الوقت وجهد الطهي، تناول الخبز الكامل (الحب) الذي يمد الفرد ببعض الفيتامينات والألياف والطاقة، والتناول المستمر للمياه والعصائر والمشروبات لتعويض ما يفقده الجسم من السوائل. وفي حالة العرق الشديد نتيجة لارتفاع حرارة الجو تضاف عبوة ملح الجفاف مع كميات من مياه الشرب لتعويض الجسم ما يفقده من الأملاح والسوائل نتيجة العرق. الوجبات السريعة وفي سياق متصل، حذرت استشارية التغذية العلاجية الدكتورة رويدة إدريس ضيوف الرحمن من تناول الأغذية المكشوفة التي يبيعها الباعة المتجولون، مبينة أن معظم هذه الأطعمة تكون عرضة للتلوث وخصوصا أن بيئة المشاعر المقدسة مفتوحة وتجوب فيها الباصات وتنفث وراءها العوادم المضرة بالصحة. وأضافت: «الأفضل أن يتناول الحاج الأكل الصحي والفواكه والخضار الطازجة، ويبتعد قدر الإمكان خلال هذه الفترة عن الوجبات السريعة لأنها من الممكن أن تعيق حركة الحاج، وتجنب تناول المشروبات الغازية لأنها تسبب الانتفاخ وتعويض ذلك بتناول السوائل والعصائر الطازجة». وخلصت إلى القول إنه في حالة الشعور بأي أعراض غير صحية أو إسهال ضرورة مراجعة المستشفى أو المركز الصحي وعدم استخدام أي دواء من تلقاء النفس، وذلك حتى يتمكن الأطباء من التشخيص وإجراء التحاليل وتحديد العلاج اللازم.