تراجعت أسعار النفط العالمية أوائل التعامل في آسيا أمس لتفقد بعض مكاسبها في الجلسة السابقة، إذ أن حالة الغموض والشكوك بشأن احتمال توصل واشنطن إلى اتفاق يجنبها التخلف عن سداد ديونها ألقت بظلالها على آفاق الطلب في أكبر دولة في استهلاك النفط في العالم. وهبطت أسعار العقود الآجلة لخام برنت لتسليم نوفمبر 13 سنتا إلى 111.67 دولار للبرميل. وانخفضت عقود الخام الأمريكي الخفيف لتسليم نوفمبر 22 سنتا إلى 102.79دولار للبرميل. وفي وقت سابق من التعاملات هوى سعر الخام إلى 102.56دولار. وهو يتجه الآن إلى تسجيل رابع هبوط أسبوعي له في خمسة أسابيع. إلى ذلك، رفعت وكالة الطاقة الدولية أمس تقديراتها للطلب العالمي على النفط للعامين 2013 و2014 بسبب الانتعاش الاقتصادي في أوروبا بينما يواصل إنتاج هذه المادة خارج منظمة الدول المصدرة للنفط (اوبك) ارتفاعه. وفي تقريرها الشهري عن السوق النفطية، قالت الوكالة إنها باتت تقدر حجم الاستهلاك النفطي العالمي ب92 مليون برميل يوميا هذه السنة، بزيادة نحو مليون برميل أو 1.1 في المئة. وكانت المنظمة تقدر في سبتمبر حجم هذا الاستهلاك ب90.9 مليون برميل. وفي 2014، تقدر المنظمة حجم الطلب ب92.1 مليون برميل يوميا، مقابل 92 مليونا في الأرقام التي نشرتها في سبتمبر، مما يعني طلبا إضافيا يبلغ 1.1 مليون برميل أو 1.2 في المئة. وبررت الوكالة المتخصصة في الطاقة في منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والمتمركزة في باريس أن «مؤشرات تحسن الاقتصاد الاوروبي تعزز زيادة التقديرات بشأن الطلب»، موضحة أن «الاستخدام المتزايد للنفط في إنتاج الكهرباء في مناطق أخرى يساهم في ذلك أيضا». وقالت الوكالة إن «المعطيات المتعلقة بالطلب الأوروبي جاءت أكبر من التوقعات مؤخرا وسط مؤشرات على خروج من الانكماش لمنطقة اليورو في النصف الثاني وتحسن لثقة أوساط الاعمال»، مشيرة إلى أن جزءا من التفاؤل في الجانب الأوروبي تضرر بالأزمة المالية الأمريكية التي تثير شكوكا اقتصادية. وفي الوقت نفسه، عززت مشاكل التزود بالغاز الطبيعي الطلب على النفط لإنتاج الكهرباء في المكسيك وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، بينما في اليابان ارتفع الطلب بسبب توقف محطات نووية وارتفاع درجات الحرارة إلى أعلى من معدلاتها الطبيعية. وحول العرض العالمي للنفط، قالت الوكالة: إن إنتاج آوبك تراجع إلى أقل من ثلاثين مليون برميل يوميا للمرة الأولى منذ سنتين، بسبب تراجع الإنتاج الليبي والعراقي. لكن هذه الصعوبات طغت على الارتفاع المستمر للإنتائج النفطي لدول خارج أوبك المرتبطة بإنتاج محروقات الغاز الصخري في أمريكا الشمالية، وتراجع التوتر بين السودان وجنوب السودان، وفي البداية استخراج النفط من حقل ماشاغان النفطي العملاق في كازاخستان. وقالت الوكالة: إن الإنتاج النفطي خارج أوبك بما في ذلك المحروقات الحيوية ارتفع 1.7 مليون برميل يوميا في الفصل الثالث وهي أكبر زيادة فصلية تسجل منذ عشر سنوات. وأضافت: إن الإنتاج خارج أوبك سيرتفع 1.7 مليون برميل وسطيا العام المقبل و1.9 مليون برميل في الربع الثاني من 2014 م، ما يبقى أكبر زيادة تسجل منذ السبعينات.