تأتي زيارة الرئيس المصري المستشار عدلي منصور للمملكة في وقت ما تزال مصر تمر فيه بمرحلة تكاد تكون الأخيرة بإذن الله في طريق الوصول إلى الاستقرار والتخلص من الجيوب الإرهابية التي نجحت قوات الأمن المصرية في مواجهتها والحد من خطرها. وهذه الزيارة التي هي الأولى للرئيس منصور خارج مصر، إنما تؤكد مكانة المملكة لدى مصر، كما أكد الموقف التاريخي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله مكانة مصر لدى المملكة. العلاقات السعودية المصرية قديمة وتاريخية ليس على مستوى القيادة والحكومة وحسب، بل على مستوى الشعبين، اللذين تربطهما علاقات الإخوة وحتى المصاهرة ما بين العوائل من كلا البلدين الشقيقين. يجمع مصر والمملكة مصير واحد مشترك، وهم واحد ليس تجاه البلدين وحسب، بل تجاه العالم العربي والإسلامي، وتتوحد رؤيتاهما دائما لما فيه مصلحة الأمة، من خلال موقعيهما كدولتين كبيرتين قائدتين في المنطقة ولهما ثقلهما وتأثيرهما على الساحة الدولية. ولطالما كان التنسيق المشترك بين مواقف البلدين والقيادتين، فاعلا ومؤثرا وقادرا على حسم القضايا العالقة اتجاه إدارة بوصلة العالم لتسير في نسقهما لا خارج عنه. زيارة الرئيس منصور للمملكة تحمل دلالات كبيرة وعميقة، وتؤكد للعالم أجمع متانة العلاقة بين البلدين حكومة وشعبا، وتكرس مفهوم المصير الواحد في كل ما يحقق الاستقرار والأمن لكلا البلدين.