يسلم الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس اليوم كسوة الكعبة المشرفة إلى كبير سدنة بيت الله الحرام الشيخ عبدالقادر الشيبي، بحضور عدد من أصحاب الفضيلة العلماء وأئمة الحرم المكي الشريف وبعض المسؤولين والأعيان ورؤساء البعثات الإسلامية المتواجدين بمكةالمكرمة هذه الأيام. وأكد الدكتور محمد بن عبدالله باجودة مدير عام مصنع كسوة الكعبة المشرفة أنه وفقا للعادة السنوية وبعد الانتهاء من حياكة وخياطة وتطريز الكسوة الجديدة للكعبة المشرفة تتم مراسم تسليمها من الشيخ عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس الرئيس إلى كبير سدنة بيت الله الحرام في غرة ذي الحجة، مضيفا «إن هذه مناسبة عظيمة تتم في كل عام ويتم فيها تسليم الكسوة تمهيدا لتركيبها على الكعبة المشرفة في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة». ومن جانبه، قال مدير الإنتاج في مصنع كسوة الكعبة المشرفة فهد الحازمي «لا شك أن كسوة الكعبة الشريفة تعتبر من أهم مظاهر التبجيل والتشريف لبيت الله الحرام، والثوب الواحد من كسوة الكعبة يستهلك 670 كجم من الحرير الطبيعي ويبلغ مسطح الثوب 658 مترا مربعا، ويتكون من حوالي 47 طاقة قماش طول الواحدة منها 15 مترا بعرض 95سم، وتبلغ تكاليف الثوب الواحد حوالي 20 مليون ريال سعودي وهي تكلفة تشمل الخامات وأجور العاملين والإداريين وكل ما يلزم لتجهيز الثوب». وأكد الحازمي أن كسوة الكعبة تتكون من أربع طاقات تجمع في قسم التجميع بعد الانتهاء منها وهي: طاقة جهة الملتزم، طاقه جهة إسماعيل، طاقة جهة باب إبراهيم، جهة بين الركنين «النيئة»، مبينا أن عدد العاملين في إنتاج الكسوة يصل إلى 140 عاملا وموظفا وفنيا وإداريا وتصنع الكسوة من الحرير الطبيعي الخالص المصبوغ باللون الأسود والمنقوش عليه عبارات (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، (الله جل جلاله)، (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)، و(يا حنان يا منان). وأردف «توجد تحت الحزام على الأركان سورة الإخلاص مكتوبة داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية، ويضم المصنع أقساما عدة، أهمها ما يختص بالحزام الذهبي للكعبة، إلى جانب خياطة الثوب، المصبغة، الطباعة، النسيج الآلي، والنسيج اليدوي». وأشار إلى أن صناعة ثوب الكعبة يستغرق مدة زمنية تمتد من ثمانية إلى تسعة أشهر، منوها أن إنتاج المصنع يتمثل في الكسوة الخارجية للكعبة المشرفة كل عام، إلى جانب الكسوة الداخلية لها، إضافة إلى كسوة الحجرة النبوية، وأعلام المملكة. وبين فهد الحازمي أنه في شهر رمضان المبارك يزداد الاهتمام بصيانة ثوب الكعبة بالتنظيف والترميم؛ لكثرة الزحام وتعرضه للاحتكاك من قبل المعتمرين، حيث تولي إدارة المصنع جل اهتمامها للمحافظة عليه من خلال تكليف عدد من الموظفين بصيانته على مدار الساعة، لملاحظة تمزق أي جهة، وإصلاحها فورا. يذكر أن مصنع كسوة الكعبة المشرفة قد أنشئ بأمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في عام (1346ه)، واستمر العمل في صناعة الكسوة إلى أن تم تجديد المصنع وتحديثه وأعيد افتتاحه في عام 1397 ه بحي «أم الجود» في مكةالمكرمة، وزود بالآلات الحديثة لتحضير النسيج آليا، مع الإبقاء على أسلوب الإنتاج اليدوي، لإكمال التطريز في الحزام والستارة، لما في ذلك من قيمة فنية عالية، تطلبت مواكبة عجلة التطور، والحفاظ على التراث اليدوي العريق لإنتاج الكسوة في أبهى صورة.