شدد أخصائي مكافحة التدخين في وزارة الصحة جمال عبدالله باصهي على ضرورة توعية الحجاج بمنع التدخين في المشاعر المقدسة. وقال باصهي إن هناك أكثر من سبب يدعو لمنع جميع أشكال التدخين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ويأتي في مقدمة هذه الأسباب ما تتمتع به تلك المدينتين من قدسية كبيرة لدى المسلمين، لأن وتعظيمهما هو تعظيم لشعائر الله والتدخين فيهما يعتبر نوع من التقليل للقدسية التي يتمتعنان لها، ويزيد لذلك أنصح باتباع قول الله تعالى (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). وأردف: «أما السبب الثاني فان قدوم المسلم لهاتين المدينتين جاء لغرض طلب الرحمة والأجر من الله والتخلص من جميع الذنوب والخطايا وفيه من الروحانية ما فيه، ولا شك أن التدخين إضافة إلى ما أجمع عليه علماء الإسلام أنه حرام ويجب التخلص منه بأسرع وقت، فهو سلوك مشين لا يليق بالمسلم في تلك البقاع الطاهرة، ما يدعوني للقول لهم: أنت في البلد الأمين، فضلا امتنع عن التدخين». ويمضى باصهي بقوله: «السبب الثالث الذي يدعوني للتتشديد على منع التدخين هي المخاطر التي قد انتج عنه في هذه الأماكن التي تكون عادة مزدحمة بالمعتمرين والزوار والحجاج، حيث يهدد التدخين بنشوب الحرائق وبالتالي سقوط العديد من الضحايا وحدوث خسائر في الممتلكات، فهل يرضى أي شخص أن يكون سببا في إلحاق الأذى بضيوف الرحمن، كما أنه يسبب الأمراض والتهابات الجهاز التنفسي للمدخن ومن حوله، ما يجعلهم عرضة للاصابة بالتهابات الجهاز التنفسي وخاصة الفيروسية منها، حيث يعتبر ذلك أيضا أذى آخر يلحقه المدخن بإخوانه المعتمرين والحجاج». وأشار إلى أن منع التدخين في المشاعر المقدسة يعتبر واجب شرعي وصحي ويمكن محاربته من خلال عدة استراتجيات من بينها: توعية جميع الحجاج والمعتمرين والزائرين لمكةالمكرمة والمدينة المنورة بالامتناع عن التدخين واغتنام الفرصة لان يكون قرار توقفهم عن التدخين من هذه البقاع الطاهرة، وإلزم جميع أفراد المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المنظمة لشؤون الحجاج والمعتمرين بعدم التدخين حتى يكونوا قدوة ومثالا يحتذى به للجميع، فضلا عن قيام مشرفي بعثات الحجيج والبعثات الطبية المرافقة لهم بتقديم النصح ومساعدة إخوانهم المدخنين للإقلاع عنه، بالإضافة إلى تكثيف حملات التوعية وتقديم المساعدة للراغبين في الإقلاع عن هذه العادة السيئة، والاستمرار في تفعيل منع بيع منتجات التبغ بكافة أنواعه في هاتين المدينتين المقدستين. ويرى الدكتور باصهي أن الموافقة السامية لخادم الحرمين الشريفين على إعلان مكةالمكرمة والمدينة المنورة مدينتين خاليتين من التبغ تعتبر تأكيدا على أن أعلى المستويات في المملكة تهتم بمكافحة التبغ واستخداماته، وبالتالي يمكن نشر هذه الرسالة لشتى بقاع العالم حتى يرجع الحاج والمعتمر إلى دياره بحج مبرور وذنب مغفور ويبدأ حياة جديدة خالية من جميع السلوكيات والعادات الخاطئة بما فيها عادة التدخين.