أكملت الأجهزة والقطاعات الحكومية والأهلية المعنية بشؤون الحج والحجاج استعداداتها لتقديم خدماتها لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام، وبدأت في تنفيذ خططها التي أعدتها بمتابعة وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وركزت في خططها على تحقيق أرقى الخدمات لوفود الرحمن وتوفير الرعاية الشاملة لهم منذ وصولهم إلى هذه الديار المقدسة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم بعد أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان. وأكد الأمير خالد الفيصل أن المملكة وجميع مؤسساتها الحكومية والأهلية تسخر جميع الإمكانات والتجهيزات لخدمة وراحة ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها. وقال «إن المملكة قيادة وشعبا تتشرف أن تقدم كل ما لديها من إمكانات لخدمة ضيوف الرحمن، وهذه مناسبة والحمد الله أن شرفنا بأن نكون من سكان هذه البقعة وأننا خدام لهذا المكان ولا شيء أهم من خدمة الأراضي المقدسة وضيوفها». وفي هذا الشأن، بدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في تنفيذ خطتها لتوفير المناخ التعبدي الأمثل داخل الحرمين الشريفين والساحات المحيطة بهما لحجاج بيت الله وتأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة وتوفير جميع الخدمات اللازمة وتهيئة المرافق والتأكد من جاهزيتها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لزوار الحرمين الشريفين والإسهام في تثقيفهم وتوعيتهم بأمور دينهم من خلال الخدمات التوجيهية والإرشادية والتشغيلية والفنية. وأوضح الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن خطة الرئاسة تركز على تحقيق عدد من الأهداف تتمثل في: مساعدة الحجاج على تأدية مناسكهم بالسكينة والهدوء والطمأنينة مع توفير المناخ التعبدي الأمثل داخل الحرمين الشريفين والساحات المحيطة بهما والحرص على التوجيه بالحكمة والموعظة الحسنة لتأدية المناسك على الوجه المطلوب وتوفير جميع الخدمات اللازمة وتهيئة المرافق والتأكد من جاهزيتها والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لزائري الحرمين الشريفين. وأضاف أن من أهم الأعمال التي سيتم تنفيذها بالمسجد الحرام خلال موسم الحج هي زيادة عدد المدرسين، تسليم كسوة الكعبة لكبير سدنة بيت الله الحرام غرة شهر ذي الحجة تمهيدا لإبدال كسوة الكعبة المشرفة القديمة بكسوة جديدة اعتبارا من اليوم الثامن حتى اليوم التاسع من شهر ذي الحجة. وكشف السديس أن من المشاريع التي سيتم الاستفادة منها هذا العام مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام التي تستوعب أكثر من 400 ألف مصل، وتجهيز دورات مياه ومواضئ جديدة ضمن مشروع التوسعة التي تخدم المسجد الحرام والساحات المحيطة به ليصل عددها إلى (8.050)، إضافة لتشغيل مشارب مياه مبردة داخل مبنى التوسعة وفي الساحات الخارجية وتشغيل السلالم الكهربائية لخدمة الحركة ما بين الدور الأرضي والدور الأول والأول ميزانين بمبنى التوسعة. من جانبها، جندت أمانة العاصمة المقدسة أكثر من 23050 شخصا لتنفيذ خطتها التي أعدتها لموسم حج هذا العام، لتقديم خدمات أفضل لحجاج بيت الله الحرام. وشرح أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار أهم ملامح الخطة التشغيلية لأمانة العاصمة المقدسة الخاصة بأعمال موسم حج عام 1434ه، حيث أنهت الأمانة استعداداتها كافة ووضع خططها التشغيلية وبرامج عملها استعدادا للموسم. وأضاف أن الخطة تضمنت جميع الجوانب المهمة وتم التركيز على نتائج القطاعات العاملة في الموسم الماضي 1433ه، للاستفادة منها بما يضمن تطبيق أقصى درجات المرونة في التنفيذ والسرعة في الإنجاز وبما يتلاءم مع ظروف الموسم التي لا تقبل التأجيل. من جهتها، بدأت مديرية الشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة في تنفيذ خطتها المتكاملة لتوفير الرعاية الصحية الشاملة لضيوف الرحمن خلال موسم حج هذا العام في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة. وأوضح المساعد العلاجي نائب المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكةالمكرمة الدكتور أحمد بن حسن بنجر أن المديرية بدأت استعداداتها لموسم حج هذا العام منذ وقت مبكر وجندت كافة طاقتها البشرية والآلية لخدمة وفود الرحمن، مشيرا إلى أن الخطة ركزت على توفير الخدمات الصحية والعلاجية والوقائية لمناظرة القادمين من الدول الموبوءة والمحجرية وتطبيق الاشتراطات الصحية لجميع وفود الرحمن أثناء موسم الحج منذ وصولهم عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية مرورا بالطرق السريعة المؤدية إلى مكةالمكرمة وكذلك أثناء تأدية مناسكهم بالمسجد الحرام والمشاعر المقدسة، وذلك بما يتفق مع المعايير العالمية لجودة وسلامة الرعاية الصحية. وبين بنجر أن عدد المستشفيات التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة 15 مستشفى تبلغ طاقتها الاستيعابية 3256 سريرا منها 8 مستشفيات في المشاعر المقدسة وهي مستشفى عرفات العام وشرق عرفات ونمرة وجبل الرحمة والطوارئ بمنى ومنى الجسر ومنى الوادي ومنى الشارع الجديد و8 مستشفيات في مكةالمكرمة وهي مستشفى الملك عبدالعزيز ومستشفى الملك فيصل وأجياد العام والولادة والأطفال والنور التخصصي وحراء العام وابن سيناء ومستشفى خليص على طريق المدينةمكةالمكرمة، وتقدم هذه المستشفيات الخدمات العلاجية من خلال العيادات المتخصصة ومن خلال أقسام الطوارئ بها. من جانبه، أوضح مدير إدارة مرور العاصمة المقدسة العقيد سلمان الجميعي أن إدارة المرور جندت ثلاثة آلاف من رجال الأمن وثلاثمائة دراجة نارية وأربعمائة مركبة لتنفيذ الخطة المرورية في مكةالمكرمة خلال موسم الحج، مشيرا إلى أنه سيتم منع دخول السيارات للمنطقة المركزية بمكةالمكرمة وقت الصلوات بما فيها الدوريات الأمنية ولن يكون هناك أي استثناء في هذا الخصوص، وأنه تم إلزام الدوريات الأمنية بتأمين دراجات نارية للتحرك في أوقات الصلوات عوضا عن السيارات. وكشف الجميعي في ورشة العمل التي عقدت مؤخرا في المؤسسة الأهلية لمطوفي تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا بحضور رئيس مجلس الإدارة طارق عنقاوي وأعضاء المؤسسة ورؤساء مجموعات الخدمة الميدانية، أنه سيتم رفع حظر دخول السيارات للمنطقة المركزية من نصف ساعة إلى ساعة، وسيستمر إلى الخامس عشر من شهر ذي الحجة ليعود مرة أخرى لنصف ساعة حتى انتهاء موسم الحج. وحول الجديد في الخطة المروية لهذا العام أوضح الجميعي أنه تم توحيد الاتجاهات يومي الثاني عشر والثالث عشر من شهر ذو الحجة في المنطقة المركزية على جميع المحاور لمنع حدوث الاختناقات المرورية، مشيراً إلى أنه تم توجيه الطرق إلى الخط السريع مباشرة. كما أكملت شرطة العاصمة المقدسة جاهزيتها منذ وقت مبكر لاستقبال وفود الرحمن، وذلك لتقديم أرقى الخدمات الأمنية والإنسانية لهم وتذليل أي صعوبات أو عقبات قد تعترضهم وتمكينهم بحول الله من أداء نسكهم وشعائرهم في جو من الطمأنينة والهدوء وبكل يسر وسهولة. وأوضح الناطق الإعلامي لشرطة العاصمة المقدسة المقدم عبدالمحسن بن عبدالعزيز الميمان أنه تم عقد العديد من الاجتماعات مع الجهات المعنية بخدمات الحجاج وأعدت الخطط اللازمة لاستقبالهم ورعايتهم، وشارك في هذه الخطط جميع الجهات الرسمية العسكرية والمدنية والأهلية، وأعدت شرطة العاصمة المقدسة خطتها الرئيسية الأمنية والمرورية والتي اعتمدها مدير شرطة العاصمة المقدسة المكلف اللواء عساف بن سالم القرشي وارتكزت على محاور رئيسة هي: حفظ الأمن والنظام والحركة المرورية والحشود البشرية ومكافحة الظواهر السلبية. وأشار إلى أنه تم توزيع المهام بحسب الاختصاص، حيث يقوم رجال البحث الجنائي بجمع وتمرير المعلومات الهامة إضافة لمكافحة حوادث النشل وضبط الجناة ومراقبة مساكن الحجاج وتسيير الدوريات السرية على مدار الساعة، إضافة لتواجد جميع منسوبي مراكز الشرطة طيلة الأربع والعشرين ساعة لمتابعة أعمالهم فيما يتعلق بالحوادث الجنائية وإكمال اللازم حيالها وإحالة المتهمين لجهات الاختصاص. من جهتها، أعلنت قيادة قوات الدفاع المدني المشاركة في تنفيذ الخطة العامة لمواجهة الطوارئ في حج هذا العام جاهزيتها الكاملة لمواجهة جميع أنواع المخاطر الافتراضية بالعاصمة المقدسة والمدينةالمنورة والمشاعر المقدسة، والتدخل السريع والفاعل للحفاظ على سلامة ضيوف الرحمن في جميع أعمال الحج إضافة إلى جاهزية 256 مركزا للدفاع المدني في المشاعر، و556 وحدة للإشراف الوقائي، وما يزيد على 2500 دورية للسلامة. وأوضح قائد قوات الدفاع المدني المشاركة في مهمة الحج اللواء محمد بن عبدالله القرني أن الاستعدادات لمواجهة جميع المخاطر المحتملة في حج هذا العام تضمنت إعداد عدد من السيناريوهات للوقاية من كل نوع من هذه المخاطر والفاعلية في مواجهتها والتخفيف من آثارها. من جانبه، أكد اللواء جميل بن محمد أربعين مدير الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة جاهزية إدارة الدفاع المدني بالعاصمة المقدسة لأداء مهامها في حج هذا العام.