تعتزم وزارة الزراعة ممثلة بوكالة الوزارة لشؤون الثروة السمكية وبإشراف من مركز أبحاث الثروة السمكية بالمنطقة الشرقية بدءا من السبت المقبل زراعة ما يزيد على خمسة آلاف شتلة قرم من إنتاج وزارة الزراعة بالقرب من جزيرة الضعينة وجسر جزيرة جنا وضمن أعمال إعادة تأهيل المناطق المتضررة في الخليج العربي باستزراع نباتات القرم وأحياء بعض المواقع القابلة للاستزراع استكمالاً لأعمال إعادة تأهيل السواحل بنباتات القرم. وأوضح مدير عام مركز أبحاث الثروة السمكية بالمنطقة الشرقية نبيل بن إبراهيم فيتا أن خطوة المركز تأتي ضمن اهتمام واستراتيجية وزارة الزراعة في دعم البيئة الساحلية وتعويض المناطق المتضررة حرصا على التنمية المستدامة للمصايد البحرية، لافتا إلى أن البدء في زراعة 5 آلاف شتلة يأتي استكمالا لنجاح الخطوة المماثلة منذ عدة سنوات والتي تمثلت في زراعة ما يقارب عشرة آلاف شتلة في بدايه العام الحالي في نفس الموقع، مؤكدا أن العملية أعطت نسبة نجاح عالية على شكل مجموعات متباعدة بمسافة 3 أمتار تقريبا لكي تأخذ النبتة في الانتشار الطبيعي وذلك على طول الساحل في منطقة المد والجزر. وأشار إلى أن العمل في جزيرة الضعينة سيركز بالقرب من مركز حرس الحدود بالنقورية وذلك على طول القناة الموجودة وداخل الجزيرة لإحيائها وتكون مناطق حضانة لصغار الأسماك والقشريات والربيان وتوفر الغذاء لصغار الأحياء وتساهم نباتات القرم في بناء وتنمية السواحل وتحميها من الانجراف وتزيد مساحة الأشجار في المنطقة الساحلية. ويعتبر أشجار القرم من أهم النباتات الساحلية التي تتواجد في مناطق المد والجزر مكونة نظاماً بيئياً جيداً ومتكاملاً وغنياً بالحياة ويوفر سلسلة غذائية متكاملة لا تتواجد إلا في بيئة نباتات القرم ويشجع الأحياء والكائنات البحرية على الاستيطان في تلك البيئة وتحويلها إلى مناطق حضانة لصغار الأسماك والقشريات والربيان الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً مع بيئة القرم لأنها توفر ملاذا آمناً لصغار الربيان والأحياء البحرية. من جانب آخر أوضح عضو جمعية الصيادين بالشرقية وعضو اللجنة الزراعية والثروة السمكية والحيوانية بغرفة الشرقية داوود سلمان، أن غابة أشجار المانجروف في شمال جزيرة تاروت، تتعرض للتجريف والردم وأضاف، بأن التعدي على ألغابة يخالف أيضاً توصيات الدراسة البيئية التي أجرتها بلدية محافظة القطيف حول الآثار البيئية لتطوير السواحل في مدينة سيهات وجزيرة تاروت، والتي أكدت على الإبقاء على غابة أشجار المانجروف شمال تاروت، ومانجروف سيهات، وبينت بأن هذه الأشجار نادرة جداً ولها خصائص تميزها عن بقية الأشجار في العالم.