في زمن الفتن والقلق السياسي الذي تشهده المنطقة أقيم معرض تشكيلي مشترك بين فناني السعودية وفناني جمهورية مصر في أتيليه جدة للفنون الجميلة بمشاركة طه الصبان وعبدالله حماس وفهد الحجيلان وشاليمار شربتلي وعبدالله إدريس وعبدالرحمن المغربي وعلا حجازي ومشاعل الكليب من السعودية وستة فنانين مصريين وهم عصمت داوستاشي وعمر عبدالظاهر وعماد رزق ووليد جاهين، اضافة إلى ضيفي شرف المعرض المعتادين بكر شيخون من السعودية وعمر النجدي وصلاح طاهر وشاكر المعداوي وجورج بهجوري من مصر. المعرض الذي حوى قرابة ال40 عملا هو طريق واضح ملون بألوان الطيف ليقدموا رؤية واضحه لما يحمله الفنانون في البلدين من تجانس فكري وثقافي بعيدا عن هموم السياسة ليعلنوا انتماءهم للإنسانية والخوض في عالم الفن لترتقي بالذائقة اللونية، والحس المرهف الذى يعشق امتزاج الألوان وتنافرها وجموحها، ثورتها واستسلامها وسكونها التى نراها مختلفة أحيانا ومتضاربة، لكنها أبدا لا تخرج عن مجمل قوس المطر. أطياف هذا القوس تجمع فى النهاية قوسا جميلا متجانسا، حيث الاختلاف يثريه ويغنيه. وأبدت الدكتورة مها فتيحي إعجابها الشديد بالمعرض وبما يحوي من أعمال تشكيلية رائعة ومتنوعة مما يعكس التطور الكبير الذي تعيشه حركة الفنون التشكيلية في المملكة والتي أصبحت تقف جنبا الى جنب مع كبريات الحركات التشكيلية العربية وقال هشام قنديل مدير أتيليه جدة في كلمته عن المعرض «ها هو معرض الستة يعود من جديد ليصبح عيدا تشكيليا يجمع فنانين من بلدين شقيقتين، هما مصر والسعودية ليعلنوا تحيزهم للفن الجميل». فيما قالت الفنانة القديرة صفية بن زقر: إن معرض الستة المقام حاليا في أتيليه جدة هو أهم المعارض التي شهدتها الساحة التشكيلية مؤخرا وأشارت بن زقر إلى ان المعرض يحوي مدارس واتجاهات مختلفة ومتنوعة للفن التشكيلي ومع ذلك تشعر بالوحدة العضوية والانسجام والترابط بين أعمال كل الفنانين المشاركين من السعودية ومصر. وأضافت بن زقر انها لم تجد أي تفاوت في مستوى المعرض وهذا يعكس المستوى الذي وصلت إليه التجربة التشكيلية السعودية سواء من الفنانين الكبار أو الفنانين الشباب.