ما إن يحل موسم الحج إلا ويحرص شباب المدينةالمنورة على استغلال هذا الموسم للعمل في خدمة ضيوف الرحمن، من زوار المسجد النبوي الشريف، فمنذ لحظة توافدهم إلى مطار المدينة في بداية شهر ذي القعدة يتحول الجميع إلى خلية عمل لا تكاد تتوقف على مدار الساعة لخدمتهم على أكمل وجه. ويؤكد الشاب محمد الحربي أن خدمة ضيوف الرحمن شرف كبير يسعد به أهالي المدينةالمنورة عامة، والشباب على وجه خاص، حيث تعود الشباب سواء من خلال الوظائف الموسمية التي تعلنها وزارة الحج والمؤسسة الأهلية للأدلاء أو عن طريق الانخراط في الأعمال التجارية واستغلال الموسم بما يعود بالنفع على الشباب حيث يتكسب الشباب ماديا ما يساعدهم على تحسين أوضاعهم الاقتصادية بشكل كبير، لافتا إلى أنها فرصة كبيرة لاستفادة الشباب وخاصة طلاب الجامعات وبعض الموظفين الذين يستغلون إجازة عيد الأضحى للعمل في موسم الخير الذي تحل فيه البركات -على حد قوله-. ويوضح الشاب صالح العوفي أن مكاسب الحج لا تقتصر على الشأن الاقتصادي، بل تتعدى ذلك إلى مكاسب ثقافية واجتماعية تتمثل في اللغات والتعرف على عادات وتقاليد الشعوب، معتبرا موسم الحج موسما ثقافيا وتعليميا يستفيد منه شباب المدينةالمنورة وأهلها من خلال اختلاطهم بالحجاج. ويضيف العوفي: تعلمت كثيرا من مبادئ اللغات كاللغة الإندونيسية والتركية من خلال الاحتكاك مع الحجاج، لافتا إلى أنه يحرص على استثمار هذا الموسم والاستفادة منه قدر الإمكان، كما أنه تعود الانخراط في مثل هذا الوقت في أعمال خدمة الحجاج حيث يرى أنه واجب ديني ووطني كونه من اهالي المدينة الذين يتحلى أغلبهم بأخلاقهم العالية والكريمة تجاه الحجاج. ويرى العوفي أن الكثيرين من الشباب يستغلون الموسم ليس فقط في الوظائف الرسمية بل ينخرطون في العديد من الأعمال مثل نقل الحجاج او التجارة والبيع وخاصة ان الحجاج يحبون الشراء من المدينة تبركا بها، مشيرا الى أن الشباب تعودوا عاما بعد آخر على الانخراط في مثل هذه الأعمال في ما يعود عليهم بالنفع ما اكسبهم خبرة كبيرة في هذه التجارة. أما عمر عبدالله الطالب في كلية الطب فهو ينخرط -بحكم تخصصه- في فرق الهلال الأحمر التي تقدم المساعدات الطبية للحجاج من خلال العمل المسائي اليومي في موسم الحج، مؤكدا أنه يشعر بالرضا عندما ينقذ أو يسعف حاجا، مضيفا أن هذا العمل يكسبه خبرة عملية في كيفية التعامل مع المرضى وخاصة ان تخصصه الذي يزيد من مدى قدرته على التعامل مع مختلف شرائح المجتمع من كبار في السن ورجال ونساء من مختلف الاعمار، لافتا إلى أن هذا العام هو الثالث على التوالي في هذا العمل، مشيرا إلى أن جامعة طيبة من خلال فرقة الكشافة تقدم خدماتها لضيوف الرحمن من خلال العديد من الأماكن لتسهيل المهام على الحجاج. خدمة ال 24 ساعة أوضح ل«عكاظ» مدير المؤسسة الأهلية للأدلاء الدكتور يوسف حوالة أن المؤسسة وفرت أكثر من 3000 وظيفة موسمية للشباب السعودي خلال موسم الحج وذلك لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله بأفضل ما يمكن، وأشاد حوالة بالشباب الذين حرصوا منذ وقت مبكر على التسجيل فيها حيث انهم يقدمون خدماتهم على مدار الساعة منذ لحظة وصول الحاج الى المطار وحتى مغادرته إلى مكةالمكرمة.