تلتهب اليوم مواجهة الدوري الإسباني لكرة القدم بمواجهة قمة العاصمة مدريد بين الريال وأتليتيكو، وهي المواجهة الأولى من العيار الثقيل هذا الموسم التي يشهدها سانياجو برنابيو والتي يدخل فيها النادي المستضيف اختبارا حقيقيا لنجومه الجدد، وعلى رأسهم أغلى لاعبي العالم جاريث بيل الذي يواجه تحديا صعبا عندما يخوض المواجهة، لاسيما في ظل ابتعاد ريال مدريد عن مستواه وتألق جاره أتليتيكو. وكان من المفترض أن يخوض لاعب منتخب ويلز المنضم إلى الريال مقابل 100 مليون يورو (133 مليون دولار) مباراته الأولى على ملعب ناديه في مطلع هذا الأسبوع أمام خيتافي لكنه تعرض لإصابة في العضلات أثناء الإحماء أجبرته على الخروج من التشكيلة الأساسية. وأراح المدرب كارلو انشيلوتي لاعبه الويلزي في المباراة التي انتهت بالفوز 2-1 على ايلتشي الصاعد حديثا. وفاز ريال بعدما احتاج لركلة جزاء نفذها كريستيانو رونالدو في الوقت المحتسب بدل الضائع لكن انشيلوتي قال إن بيل يمكن أن يعود أمام أتليتيكو. وبدلا من مواجهة منافس ضعيف سيجد بيل نفسه في صراع مع فريق فاز بمبارياته الست ويمتلك 18 نقطة ويتقاسم الصدارة مع برشلونة المدافع عن اللقب. وتبدو المواجهة الأهم في هذه المرحلة للريال للدخول فعليا في صلب المنافسة إذ تضعه الخسارة في دوامة من التعقيدات والضغط الجماهيري. وسيخوض دييجو سيميوني مدرب أتليتيكو المباراة منتعشا بفوزه 2-1 على الريال في نهائي كأس ملك إسبانيا الموسم الماضي على الملعب نفسه ليمنح ناديه الانتصار الأول في كل المسابقات في 14 عاما. ومنح هذا الفوز مذاقا خاصا لجماهير أتليتيكو لأنه جعل ريال يخرج من الموسم بلا أي لقب وساعد في رحيل المدرب جوزيه مورينيو. ولم يتمكن انشيلوتي من استخراج أفضل ما لدى تشكيلة ريال وتلقى المدرب الايطالي بعض النقد بعد الفوز غير المقنع على ايلتشي الذي يبلغ ثمن تشكيلته كلها أقل من نصف قيمة انتقال بيل من توتنهام إلى ريال. وقال انشيلوتي في مؤتمر صحفي بعدما سجل رونالدو هدف الفوز في الدقيقة 96 وبعد خمس دقائق من إدراك صاحب الأرض للتعادل «لست سعيدا. عانينا كثيرا خاصة في النهاية. الفريق لم يسيطر على المباراة بعد هدف رونالدو الأول (في الدقيقة 51)». وأضاف «الشيء المهم هو النتيجة لكن هذا ليس كافيا ويجب أن نلعب بشكل أفضل. لو لعبنا بهذا الشكل لن نفوز بلقاء القمة.. في كافة الأحوال نحن في حاجة للعب بقوة ونظهر شخصيتنا». ويعتبر اللعب بقوة وإظهار الشخصية من السمات التي زرعها سيميوني قائد منتخب الأرجنتين سابقا في تشكيلة أتليتيكو منذ توليه المسؤولية قرب نهاية 2011 وبعدما خاض تجارب عديدة كلاعب في أتليتيكو وإشبيلية وإنترناسيونالي ولاتسيو. وكان البرازيلي دييجو كوستا هو الأكثر استفادة من أسلوب سيميوني وتألق مع أتليتيكو في الموسم الجديد ويتقاسم صدارة هدافي المسابقة مع ليونيل ميسي مهاجم برشلونة بسبعة أهداف لكل منهما. وكان كوستا صاحب هدف التعادل لأتليتيكو في نهائي الكأس وفي ظل قوته البدنية من المتوقع أن يخوض صراعا مع سيرجيو راموس وبيبي ثنائي دفاع ريال المنتظر مشاركته في مباراة القمة. وقال سيميوني بعد الفوز 2-1 على أوساسونا في الدوري يوم الثلاثاء «نحن نعمل ونتعامل مع مباراة تلو الأخرى وهدفنا الوحيد هو العمل بشكل مميز من أجل أتليتيكو مدريد». وأضاف «نحن في موقف جيد والجماهير سعيدة. المسؤولية تتزايد والمطالب كذلك ولذلك يجب أن نتدرب بجدية». ومن المرجح أن يواصل الأرجنتيني جيراردو مارتينو مدرب برشلونة انتهاج سياسة إراحة بعض لاعبيه عندما يلعب الفريق الكتالوني المدافع عن اللقب ضد الميريا. وينتظر دخول سيسك فابريجاس المتألق في التشكيلة الأساسية بعدما جلس على مقاعد البدلاء في الفوز 4-1 على ريال سوسيداد يوم الثلاثاء.