تظاهر آلاف الأشخاص أمس في الخرطوم منددين بوقف دعم أسعار الوقود ما ينذر باتساع نطاق الاحتجاجات العنيفة التي أوقعت حتى الآن 29 قتيلا في عدة مناطق من السودان. وعدل الرئيس البشير الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية عن التوجه إلى نيويورك للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث كان ينوي إلقاء خطاب الخميس. وأفاد شهود أن حوالى ثلاثة آلاف متظاهر ساروا صباح أمس في حي الإنقاذ مرددين شعرات الربيع العربي مثل «حرية، حرية» و «الشعب يريد إسقاط النظام». وأحرق المتظاهرون إطارات سيارات لقطع الطرق ورشقوا السيارات بالحجارة وحاولت الشرطة تفريقهم بالقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي. وانتشرت قوات مكافحة الشغب منذ الصباح الباكر في أكبر مقاطع طرق العاصمة حيث أغلقت معظم المحلات التجارية. كذلك أغلقت محطات البنزين ولاسيما أن المتظاهرين أضرموا النار في العديد منها الأربعاء. وأعلن والي الخرطوم عبد الرحمن الخضر ليل الأربعاء الخميس في تصريح متلفز أن «الحكومة ستضرب بيد من حديد على المخربين للممتلكات العامة». وقتل ما لا يقل عن 29 شخصا خلال ثلاثة أيام من التظاهرات المناهضة للحكومة وفق آخر حصيلة من مصادر طبية. وقال إن الشرطة اضطرت إلى التدخل لمنع «انتهاك القانون والنيل من الممتلكات العامة والخاصة». وأمام اتساع نطاق الاضطرابات دعت سفارة الولاياتالمتحدة «كل الأطراف إلى عدم اللجوء إلى القوة واحترام الحريات العامة والحق في التجمع سلميا». من جانبها، أعلنت السلطات السودانية إغلاق المدارس في الخرطوم حتى الثلاثين من أيلول/سبتمبر. وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق أخرى من البلاد مثل بورت السودان في الشمال ودارفور في الغرب. وأعلنت الحكومة الاثنين رفع أسعار الوقود إثر تعليق دعمها الأسعار في إطار إصلاحات اقتصادية.