أكد الدكتور علي بن محمد النجعي وكيل شؤون التلفزيون بوزارة الإعلام سابقا أن الملك المؤسس عبدالعزيز طيب الله ثراه استشرف منذ وقت مبكر أهمية الدور الكبير الذي يقدمه الإعلام حيث عمل على تعميم الشبكة اللاسلكية في بداية تأسيس هذه البلاد وتشييدها لاعتقاده بأنها ركن من أركان السلم وحفظ الأمن والمساعدة في إدارة دفة الحكم وتصريف شؤون البلاد، مؤكدا أن ذلك جاء في وقت تنعدم فيه وسائل المواصلات الحديثة حيث لا طرق معبدة ولا سيارات نقل متاحة وحيث سيارات البريد قديمة لا تؤدي عملها على الوجه المطلوب. وأشار الدكتور النجعي إلى أن الإعلام السعودي يفتقر إلى المراجع والمصادر المتخصصة التي تؤرخ لمسيرة هذا الإعلام السعودي بمختلف تخصصاته. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها بجامعة جازان في اطار احتفالات الجامعة باليوم الوطني عن (دور الإعلام التاريخي في تنمية الحس الوطني)، وذلك على مسرح الإدارة العليا أمس، بحضور مدير الجامعة الدكتور محمد بن علي آل هيازع، ووكيل الجامعة، وعدد من أعضاء هيئة التدريس والطلاب، ومن المهتمين بالإعلام في منطقة جازان. وبين الدكتور النجعي أن وسائل الاتصالات السعودية لعبت في عهدها الأول، وخاصة (البرق) أو (اللاسلكي) دورا رائدا وحيويا في توفير الأمن وتوطيد قواعده وثوابته الراسخة لما كانت تقوم بمهام الاتصال والتواصل المستمر وسرعة نقل المعلومات الهامة والمفيدة للدولة مما ساعد الملك عبدالعزيز ومن معه من الرجال المخلصين على قيام وتوحيد المملكة العربية السعودية. وذكر الدكتور النجعي أن وسائل الاتصالات الحديثة في تلك الفترة ووجهت بقطع أسلاك التليفون وتعطيل متعمد للاتصالات الهاتفية في مكةالمكرمة خلال العام الأول لضم الحجاز للدولة السعودية، مضيفا أنها انتشرت بعد ذلك في أنحاء عديدة من البلاد أعيت على المتشددين التدخل لإيقافها، وخاصة بعد إصدار فتوى شهيرة من قبل علماء الشريعة للدولة في عام 1345ه تقضي بالتوقف عن القول بتحليل (البرق) أو تحريمه لأن الجزم بالتحليل أو التحريم يقتضي الوقوف على حقيقته وهو ما لم يجد العلماء نصا أو دليلا شرعيا عليه من الكتاب أو السنة. وتطرق المحاضر إلى المراحل التاريخية التي مر بها الإعلام السعودي من التطوير والتحسين، ومنها التلفزيون السعودي والنشأة التي رافقته والموافقة والمعارضة التي كانت متزامنة مع ظهوره، مشيرا إلى الفترة التي انطلقت منها القناة الثانية، التي كان يراد لها أن تكون قناة توجيهية تعليمية ولكنها تحولت لأن تكون قناة موجهة للجاليات الأجنبية المقيمة في المملكة. واشتملت المحاضرة على عدد من المداخلات والأسئلة الموجهة للمحاضر، وخاصة تلك التي قدمها أعضاء هيئة التدريس والطلاب في قسم الصحافة والإعلام بالجامعة إضافة مداخلات عدة تطرقت إلى تجربة الدكتور النجعي في مجالي الإذاعة والتلفزيون. وفي ختام المحاضرة كرم مدير الجامعة الدكتور علي النجعي مقدما له الشكر على المحاضرة القيمة التي قدمها ونالت استحسان الجميع.