يناقش 15 وزيرا للصحة في المؤتمر العالمي الثاني لطب الحشود اليوم، تعزيز فاعلية الإجراءات الصحية في التعامل مع الحشود. وينطلق المؤتمر برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بمشاركة وزراء من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أمريكا، فرنسا، كوبا، كندا، تركيا، ماليزيا، باكستان، إندونيسيا وكوريا الجنوبية، وسط حضور رفيع المستوى من المنظمات والمؤسسات العالمية والإقليمية، بمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية والأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والمديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط وأعضاء المجلس الاستشاري العالمي لوزارة الصحة وعدد من الخبراء والعلماء من مختلف دول العالم. وكانت اللجان المعنية قد واصلت أعمالها منذ وقت مبكر لإظهار المؤتمر بصورة تليق بمكانة المملكة وتميزها، ويهدف المؤتمر للاطلاع على التجارب العلمية والعملية التي سبق التعامل معها في ظروف مشابهة وبما يعزز من زيادة فاعلية الإجراءات الصحية التي يتم اتخاذها للتعامل مع التجمعات والحشود البشرية خلال مواسم العمرة والحج. وأكد وكيل وزارة الصحة للإمداد والشؤون الهندسية الدكتور صلاح المزروع أن الموافقة السامية على رعاية المؤتمر تأتي تأكيدا لما توليه حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني من اهتمام بالقطاع الصحي وفعالياته وأنشطته الحيوية في سبيل الحفاظ على صحة وسلامة أبناء هذا الوطن، موضحا أن المؤتمر يعد فرصة لاستعراض تجربة المملكة لموسم الحج كونها تجربة فريدة من نوعها على اعتبار أنها تدير أكثر من مليوني حاج في نطاق جغرافي وزمني محدد مما جعلها مثالا يحتذى به، لافتا إلى أن المؤتمر يعد فرصة للاستفادة من الخبراء العالميين والمختصين في المنظمات الدولية والدول الغربية، ويتيح تبادل الخبرات وبالتالي تطوير البرامج الصحية في هذا المجال الحيوي . يذكر أن المؤتمر الدولي الأول عن أثر التجمعات البشرية في الصحة العامة قد انطلق برعاية خادم الحرمين الشريفين خلال الفترة من 23 إلى 25 أكتوبر 2010م في جدة بحضور أكثر من 500 خبير و30 متحدثا ومتخصصا من مختلف دول العالم وخبراء منظمة الصحة العالمية والمنظمات الخليجية والعربية، وصدر عن المؤتمر التوصية بإنشاء جهة مرجعية دولية مختصة بصحة الحشود والتجمعات البشرية مقرها المملكة تكون مسؤولة عن مهام تصنيف وتعريف مصطلحات ومهام وأنشطة صحة الحشود كما تهتم بنشر ثقافة وبرامج وأنظمة صحة الحشود المبنية على المعطيات ومخرجات البحوث المعتبرة واليقينية. من جهته، أوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون الدكتور توفيق بن أحمد خوجة، أن المؤتمر العالمي لطب الحشود يستعرض الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن في موسم الحج، كونها تجربة فريدة من نوعها باعتبار أنها تدير أكثر من مليوني حاج في نطاقين جغرافي وزمني محدد مما جعلها مثالا يحتذى به. وأضاف «شرف الله المملكة بخدمة ضيوف الرحمن، وتتشرف بتسخير كافة إمكانياتها لتقديم أفضل الخدمات والرعاية للحجاج في كافة المجالات ومن بينها الخدمات الصحية التي تقدمها وزارة الصحة للحجاج والتي شهدت طفرة كبيرة من حيث الكم والنوع والجودة من خلال منظومة وقائية وإسعافية وعلاجية متقدمة وقوى عاملة إشرافية طبية وفنية ومساعدة على مستوى عال من الكفاءة والتدريب». وأشار إلى أن وزارة الصحة تعمل بكافة أجهزتها وقطاعاتها على مدار العام لتوفير الرعاية الصحية للحجاج والمعتمرين على أعلى مستوى بالرغم من الظروف الصعبة المتمثلة في تواجد أعداد كبيرة من الحجاج على مساحة محدودة من الأرض وفي فترة زمنية قصيرة مما يساعد على سرعة انتشار العدوى وارتفاع نسبة الحوادث والإصابات الناجمة عن ازدحام السير. وأشاد الدكتور خوجة بفكرة المؤتمر الذي ينعقد للمرة الثانية بالمنطقة، مشيرا إلى أن أهميته تتجسد في التدريب على إدارة وتنمية التجمعات البشرية وتأهيل الموارد البشرية اللازمة لذلك، وإشراك المجتمع والمنظمات غير الحكومية في التمويل وإقامة البنى التحتية والحفاظ على الموارد البيئية وحمايتها، واستخدام الموارد المتجددة للطاقة في عالم سريع التحضر ودعم مبادرات المدن الصحية، كما أن المؤتمر يتيح فرصة كبيرة لدول مجلس التعاون لعرض خبراتها وتجاربها في هذا الشأن.