تدشن هيئة التحقيق والادعاء العام مطلع العام مرحلة جديدة من التطور التقني للتحقيق في كافة القضايا في صالات زجاجية موثقة ومسجلة بالصوت والصورة من خلال كاميرات تم التعاقد مع إحدى الشركات لتركيبها، إضافة لتمكين الأشخاص الذين يتم التحقيق معهم من متابعة مجريات التحقيق من خلال شاشات حاسب آلي يتم تركيبها في 50 غرفة. وتعاقد فرع الهيئة بجدة مع إحدى الشركات لتجهيز قاعات التحقيق بأنظمة الصوت والصورة، وهو أول فرع يطبق فكرة توثيق مجريات التحقيق في غرف مكشوفة ثم يتم تطبيق التجربة لاحقا في بقية الفروع. وتتزامن هذه الخطوة مع انتقال فرع الهيئة إلى مقره الجديد شمال شرق جدة في مبنى ضخم مكون من 7 طوابق، تم تجهيزه على أعلى المستويات الفنية والتقنية التي تلبي حاجة الهيئة في كافة الدوائر، وضم المبنى الجديد لأول مرة قسما للنساء يتولين مهمة استقبال المراجعات، كما ضم المبنى ممرات خاصة للسجناء والموقوفين تمنع اختلاطهم بالمراجعين، حفاظا على خصوصيات المتهمين وعدم إحراجهم أمام المراجعين، كما ضم المبنى غرفا للتوقيف المؤقت لأقل من 12 ساعة بمساحات كبيرة وواسعة خاصة يجري تجهيزها حاليا، ويتم تقسيم الموقوفين وفقا للقضايا، فيما خصص قسم خاص للمتهمين في قضايا المخدرات، وخصص الدور الأول للمحققين من خلال توفير 50 غرفة تحقيق مجهزة بأجهزة الحاسب الآلي وشاشات للعرض المرئي، بما يتيح للمتهمين متابعة مجريات التحقيق عبر الشاشة، فضلا عن تحرير لوائح الادعاء العام إلكترونيا وربطها في مرحلة لاحقة آليا بالمحاكم لتسهيل وتسريع الإجراءات واختصار الوقت. وتجولت «عكاظ» في المقر الجديد للهيئة، حيث تم تجهيز صالة استقبال للمراجعين بالترقيم الآلي، ومداخل خاصة لكبار السن والمعاقين، إضافة لعدد كاف من الشبابيك لخدمة المراجعين، مع فصل جزء مستقل للمبنى للسجناء والموقوفين. وباشرت دائرة الجرائم الوظيفية العامة أعمالها بشكل مستقل في دائرة مختصة، حيث تم توزيع الدوائر في المبنى بواقع دائرتين في كل دور، إضافة إلى مكاتب خاصة بالمحققين. وتباشر دائرة الأحداث عملها خلال الأيام المقبلة مستقلة لتنتقل من مقرها الحالي المؤقت في دار الملاحظة الاجتماعية إلى المقر الجديد عقب تهيئته، فضلا عن تجهيز مقار لكل من دائرة الاعتداء على النفس، دائرة المخدرات، دائرة المال، دائرة الرقابة، دائرة الادعاء العام إضافة للأحداث وجرائم الموظفين. ورصدت «عكاظ» خلال الجولة عددا من القضايا التي تم التحقيق فيها وتستكمل تمهيدا لإحالتها إلى المحاكم المختصة ومنها قضايا المخدرات والمؤثرات العقلية والعرض والاخلاق وقضايا حقوقية وجنائية منوعة. كما رصدت «عكاظ» تجهيز صالات جديدة تعرف باسم المرآة المقلوبة مخصصة لبعض القضايا، بحيث يتاح للمحقق السماح للشهود أو الضحايا التعرف على الجناة بدون ظهورهم بحيث يرى الشاهد الجاني من خلال المرآة ولا يتاح للمتهم معرفة الشاهد وذلك وفق مصلحة التحقيق. واستحدثت هيئة التحقيق والادعاء العام مكتبا خاصا لاستقبال المحامين والتأكد من وجود الوكالة الشرعية وترخيص المحاماة، بهدف تسهيل مهمتهم في الهيئة وتواصلهم مع موكليهم خلال مراحل التحقيق. وقال ل «عكاظ» عبدالله القرني مدير فرع هيئة التحقيق والادعاء العام، إن الانتقال للمقر جاء تلبية لاحتياجات الأعمال بهدف تطوير الأداء وتسريع العمل تزامنا مع اختصاصات الهيئة الأخيرة ومباشرتها مؤخرا لمهام جديدة كانت تتولاها هيئة الرقابة والتحقيق، مبينا أن الفرع في مقره الجديد تم اختياره على طراز حديث مع أفضل التجهيزات مع البدء في مرحلة توثيق التحقيق ضمانا لنزاهته في تناول كافة القضايا.