خفت صوت عميد شعراء العرضة الجنوبية الشاعر الكبير محمد بن مصلح بعد أن ظل طوال العقود الستة الماضية يصدح بألحان القصائد الوطنية والشعبية الفريدة، حيث ألزمه المرض السرير الأبيض وسط حشود كبيرة من محبيه التي ترتاد قسم العناية المركزة في مدينة الملك عبدالله الطبية في مكةالمكرمة يوميا للاطمئنان عن حالة شاعر طالما رسم البسمة على محياهم وأمتع ذائقتهم بقصائده التي غيرت مجرى العرضة الجنوبية ونقلتها من مرحلة الركود إلى مرحلة التجديد منتصف الثمانينات الماضية من القرن المنصرم. «ابن مصلح» كما يحلو لمحبيه تسميته تدهورت حالته الصحية في السنوات الأخيرة بعد أن حاصرته الأمراض لكنه تعرض خلال الأيام الماضية لأزمة قلبية أضطر معها الأطباء لإجراء عملية قسطرة عاجلة فيما لا يزال تحت الملاحظة الطبية. وبين ل«عكاظ» ابنه «نايف» أن والده تعرض لأزمة قلبية حادة نقل على إثرها لمدينة الملك عبدالله الطبية وأجريت له عملية قسطرة لكن وضعه الصحي لا يزال غير مستقر سيما مع مضاعفات أوجاع الكلى وافتقار المدينة الطبية لوحدة كلى ما جعله ينتقل كل يومين عن طريق سيارة إسعاف لمستشفى النور التخصصي لإجراء فحوصات الكلى والغسيل وهذا ما ضاعف من أزمته الصحية، مناشدا وأشقاءه تدخل المسؤولين لنقل والده لمستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة أو مستشفى الملك فهد العسكري، حيث تتوفر إمكانية علاجه من أزمة القلب والكلى في وقت واحد. «عكاظ» زارت الشاعر الكبير ابن مصلح في العناية المركزة حيث تبسم للزيارة التي وصفها بغير المستغربة من الإعلام الذي رافقه طوال تجربته الشعرية وقال: من خلالكم أبلغوا سلامي لكل من يسأل عني من المحبين وأطلب منهم الدعاء والسماح، كنتم دوما معي في كافة المحافل واليوم تزورونني في مرضي، شكرا لكم وشكرا ل«عكاظ» التي أحبها من القلب». يذكر أن الشاعر محمد بن مصلح الذي يقطف ورقة خريفه الثمانين واحد من أبرز رموز العرضة الجنوبية حيث امتدت تجربته الشعرية نحو 6 عقود من الزمن غير من خلالها بوصلة الموروث وكان المجدد الحقيقي للعرضة الجنوبية من خلال ما عرف عنه من غزارة شعرية ومقدرة هائلة على إحياء المحافل بالقصائد الحماسية ذات الطروق والألحان الفريدة.