لا يكاد يمر يوم على الطريق السياحي بالطائف «بني سعد الباحة» إلا وفرق الدفاع المدني تهرع للإنقاذ على الطريق الذي يصفه عدد من الأهالي ب«الدم» على حد قولهم بسبب كثرة الحوادث والجثث التي سالت دماؤها على قارعته لضيق مساراته، الأمر الذي دفعهم للمطالبة الجهات المختصة بالإسراع في إنهاء ازدواجيته حسب المواصفات العالمية، لحقن دماء مستخدميه، الذين باتوا يخشونه خوفا من خطورته، واستحداث مركز للهلال الأحمر، وتوفير دوريات المرور على الطريق لكبح قائدي المركبات المسرعة. وأوضح محمد النفيعي أن المسار الأوحد للطريق الذي يضطر لعبوره الآلاف، هم وخطر يعاني منه كل من أراد اجتيازه، مشيرا إلى أن عددا من سالكي الطريق السياحي بالطائف «بني سعد الباحة اضطر لنقل المصابين والمتوفين بسياراتهم الخاصة للمستشفيات عصر يوم الجمعة الماضي بعد أن تعذر وصول الهلال الأحمر والمرور والدفاع المدني في الوقت المحدد. ولفت إلى أن غياب الهلال الأحمر والمرور على الطريق يشكل معاناة متكررة يدفع ثمنها سكان القرى ومصابو الحوادث، مؤكدا أنه ذاكرة الأهالي تختزن العديد من الحوادث المرورية المروعة والتي سالت دماء الجثث على قارعته لضيق مساراته، وأخرها حادث تعرضت له عائلة ذهب ضحيته أربعة أشخاص وإصابة 12 آخرين، مناشدا المسؤولين بالتدخل لوقف النزيف الدموي على حد قوله. ويقول محمد الثبيتي إنه منذ سنوات طويلة وسكان قرى جنوبالطائف يبحثون عن حل لطريق «الموت» على حد قوله، لافتا إلى أنهم يطالبون بازدواجيته لحقن الدماء التي سالت على قارعته. وأشار عدد من سالكي الطريق السياحي بالطائف «بني سعد الباحة»، إلى أن قاصدي المناطق الجنوبية يستخدمونه كبديل لغلق طريق «الطائف قيا الباحة» وقت هطول الأمطار، ما قد يؤدي إلى زيادة الحوادث المروعة كون الطريق بمسار واحد ويضطر لعبوره الآلاف، مطالبين الجهات المعنية باستحداث مركز للهلال الأحمر. واستغرب عدد من الأهالي صمت وزارة النقل وعدم تحركها لإيقاف مسلسل حصد الأرواح على هذا الطريق الذي يخدم العديد من المناطق والمراكز والقرى على حد قوله، وعزوا أسباب الحوادث إلى كثرة المنعطفات وعدم ازدواجية الطريق، لافتين إلى أنه يشهد حوادث مميتة ما بين وقت وآخر، حتى بات الكفن زاد المسافرين يحملونه أثناء تنقلهم من خلاله، مطالبين الجهات المختصة بسرعة تنفيذ الازدواجية للحفاظ على سلامة العابرين. وأشار المواطن محمد العتيبي إلى أن الحوادث التي تقع على الطريق السياحي تتعرض حالاتها للموت قبل وصول الجهات المعنية بالإنقاذ ما يوخر نقل المتوفين إلى المستشفيات، مشيرا إلى أن هناك العديد منها تركت لأكثر من ساعتين على الطرقات دون اعتبارات للحالات النفسية للأسر وهم يشاهدون أقاربهم ملقين على الطريق على حد قوله. ويؤكد عواض الثبيتي أن الحل يكمن في افتتاح مركز للهلال الأحمر في مركز بني سعد «السحن»، لحقن الدماء التي تراق على الطريق، والتخفيف من جراح وإصابات ضحايا الحوادث، مؤكدا أنهم يضطرون لنقل المصابين بسياراتهم الخاصة. وذكر سعد النفيعي أن مصابي الحوادث ينتظرون لساعات طويلة حتى يصل الهلال أو الصحة لذلك يضطرون للاستنجاد بالدفاع المدني والمستشفى في السحن الذي يعمل في مساعدة المواطنين ويؤدي أدوارا أخرى غير المناطة عليه لخدمة السكان ومصابي الحوادث لنقلهم، مبديا استغرابه من عدم تشييد مركز للهلال الأحمر في المنطقة على الرغم من أن الأهالي تبرعوا بقطعة أرض لإنشائه قبل 25 عاما، مؤكدا أن آلية فتح المراكز للهلال الأحمر تنطبق على المنطقة لاتساع رقعتها وعدد السكان وحاجتها الماسة لذلك متسائلا عن الآلية والمعايير التي يجري بموجبها تشييد مراكز للهلال الأحمر، لافتا إلى أن ثمة قرى صغيرة بها مقرات للإسعاف، بينما بني سعد المنطقة الحيوية بلا مقرات للهلال الأحمر أو للمرور لمباشرة الحوادث، مشيرا إلى أن مصابي الحوادث على الطريق السياحي بني سعد الباحة يعانون أشد المعاناة قبل وصول الجهات المختصة لمباشرة الحوادث، لذلك ينتظرون وصول المرور من مركز قيا على بعد 60 كلم، بينما يأتي الهلال الأحمر من ميسان أو الطائف قاطعا 75 كلم لعدم وجود مركز في بني سعد، مطالبا تدارك الوضع سريعا وإنشاء المرافق الحيوية التي تحتاجها المنطقة. وناشد خيران الثبيتي الجهات المختصة بافتتاح مركز للهلال الأحمر والمرور في بني سعد، لافتا إلى أنه دائما ما يتعذر وصول المرور من مركز قيا لمباشرة الحوادث التي تقع في بني سعد، ما يفاقم معاناة الجرحى والمصابين. وقال الثبيتي «تتضاعف آلام مصابي الحوادث في بني سعد بسبب تأخر المرور والهلال الأحمر ونقلهم للمستشفيات، ودائما ما يضطر الأهالي إلى نقل المصابين». وفي الوقت الذي أشارت فيه أمانة الطائف إلى أن الحوادث التي تقع خارج المحافظة وينتج عنها وفيات تكون مسؤوليات جهات أخرى، أكد مدير العلاقات العامة في الهلال الأحمر بمنطقة مكةالمكرمة علي الغامدي أنه جرى الرفع بإنشاء مركز للهلال الأحمر في بني سعد وفي انتظار الاعتماد. إلى ذلك، أكد مدير إدارة الطرق بالطائف المهندس عمر الحسيني أنه تم الرفع للوزارة بطلب ازداوجية الطريق السياحي.