بعد أن أقرت الهيئة العامة للسياحة والآثار في مكةالمكرمة إطلاق برنامج سياحة ما بعد العمرة يستفيد منها المعتمرون من خلال معايير وضوابط تعطي المعتمرين وحجاج بيت الله الحرام الفرصة للوقوف على المعالم التاريخية والأثرية والآثار السياحية في العاصمة المقدسة، بدأت هيئة السياحة والآثار في العاصمة المقدسة في التحرك لإعادة ترميم وتأهيل قصر السقاف في مكةالمكرمة مرة أخرى. وقال مدير مكتب الآثار في مكةالمكرمة التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور سعود الشويش إن قصر السقاف في مكةالمكرمة سلم إلى هيئة السياحة والآثار وهناك دراسة متكاملة عن القصر عن كيفية إعادة ترميمه وتأهيله مرة أخرى وفق آليات ومواصفات معينة ومن ثم تحويلة إلى متحف، وقال «يوجد الآن خطة تم وضعها من خلال الدراسة لإعادة إنقاذ وترميم قصر السقاف التراثي في حي المعابدة في مكةالمكرمة»، وأضاف «هناك خطة إنقاذ لقصر السقاف الذي أوشك على السقوط ومن ثم تبدأ خطة أخرى هي خطة الترميم الكامل للقصر»، وقال إن ذلك يأتي بتوجيه من سمو رئيس هيئة السياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان الذي يحرص على العناية بالمواقع الأثرية واستثمارها في الإيواء والضيافة والمحافظة على هويتها الوطنية والعمل على استثمار المواقع التراثية العمرانية ترسيخا لأهميتها في الذاكرة الوطنية. وقال الدكتور الشويش «سوف تبدأ عملية الإنقاذ والترميم لقصر السقاف خلال الأشهر القادمة، وجميع القصور الحكومية والقصور التراثية الخاصة والمواقع الأثرية نحن الآن في طور تحويلها إلى فنادق تراثية على الطراز الأثري بحيث نعيش الماضي بجمالياته وطرازه المعماري الفريد بزخرفاته الإسلامية وسوف تقدم هذه المواقع الأثرية على عدة مستويات مختلفة مع المحافظة على هويتها التراثية والتاريخية مؤكدا أن ذلك سوف يقودنا إلى صناعة سياحة جديدة ترتكز على مفاهيم ومعايير محددة. ويقع قصر السقاف في مكةالمكرمة في حي المعابدة، وهو من المباني القديمة بمكة ويحمل الطابع المعماري الإسلامي لاحتوائه على كثير من العناصر الفنية والزخرفية الإسلامية، ويلحق بالمبنى في الركن الشمالي الشرقي ما يشبه القلعة أو البرج الحربي ذا الفتحات المستطيلة. ويمثل قصر السقاف التاريخي في مكةالمكرمة حقبة تاريخية هامة في تاريخ المملكة وتحديدا في عهد الملك عبدالعزيز مؤسس هذا الكيان الشامخ، وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله قد وافق على تسليم القصر للهيئة العامة للسياحة والآثار للعناية به والمحافظة عليه منذ عامين تقريبا. وقصر السقاف في مكةالمكرمة يحمل في جميع جنباته وغرفه وممراته تاريخا عابقا بالعزة والشموخ طوال أكثر من (88) عاما مضت إلا أن هذا التاريخ أصبح يحتضر في آخر أيامه. وهذا القصر التاريخي التي تبلغ مساحته ما يقارب من (3500) متر مربع والذي يتكون من طابقين ويضم عددًا من الصالات والغرف الملحقة به والذي يضم القصر الصالة الملكية التي كان الملك عبدالعزيز يرحمه الله يستقبل فيها ضيوف الدولة من رؤساء الدول وكبار الشخصيات خاصة خلال موسم الحج والتي يزيد طولها على 40 مترا وبعرض عشرة أمتار ويحيط بالصالة عدد كبير من الغرف المطلة على الصالة مباشرة والتي أسقفت بالخشب الذي لايزال يحافظ على وجوده طوال عشرات السنين. وفي القصر أيضا محطات يعتقد أنها محطات لتوليد الكهرباء وتنقية المياه موصولة بأنابيب كبيرة تعلو جدران القصر. ويوجد بالفناء الخارجي للقصر مواقف مخصصة لوقوف السيارات كما يوجد بعض المباني والتي كانت مخصصة لسكن العاملين في القصر، البناء المعماري للقصر طغت عليه الزخارف الإسلامية القديمة والرسوم الهندسية التي جعلت منه معلما تاريخيا مميزا في مكةالمكرمة. وقال المشرف العام على إدارة المتاحف بجامعة أم القرى الدكتور فواز الدهاس إن قصر السقاف يعتبر من المباني العمرانية ذات الطراز المميز ويعد من أقدم المباني الأثرية في مكةالمكرمة منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز رحمة الله. طراز فريد قصر السقاف هو مكان مناسب لأن يكون متحفا وطنيا في مكةالمكرمة نظرا لطرازه العمراني الفريد وتاريخه والذي بدأ منذ عهد الملك المؤسس، وأن إسناده إلى الهيئة العامة للسياحة سوف يسهم في إعادة ترميمه وصيانته والمحافظة على طرازه المعماري وتهيئته ليكون متحفا عاما مفتوحا للزوار من أهالي مكةالمكرمة والمعتمرين والحجاج القادمين من مختلف أقطار العالم ولطلاب التعليم العام والتعليم العالي لتعريفهم بهذا الموقع التاريخي الهام والذي يحكي مرحلة من الجهود الكبيرة التي بذلها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله عند توحيد هذا الكيان الشامخ.