تسبب النقص الشديد في المدارس في 38 مخططا سكنيا شرقي جدة في حرمان أكثر من ألف طالب وطالبة من بدء الدراسة حتى الآن وفقا للكشوفات التي قدمها أولياء الأمور لإدارة التربية والتعليم حتى أمس. وفوجئ الأهالي الذي يقطنون في تلك المخططات بدءا من مخطط الرحمانية حتى مخطط الرياض أقصى الشمال الشرقي، بعدم قبول أبنائهم في المدارس الحكومية، بسبب عدم وجود شواغر في المدارس الحكومية، حيث لا تحتوي تلك الأحياء إلا على أربع ابتدائيات للبنين والبنات وثلاث متوسطات للبنين والبنات وثانوية واحدة فقط للبنين. وتحدث ل«عكاظ» عدد من الأهالي عن معاناتهم من عدم وجود مدارس لأبنائهم الطلاب، ويقول محمد الغامدي، أحد سكان حي الصالحية، إن الأهالي فوجئوا بتجاهل إدارة التربية والتعليم لمطالبهم التي حذروا منها منذ عدة سنوات، عندما طالبوا بضرورة مضاعفة عدد المدارس بسبب الزيادة السكانية الرهيبة في مخططات شرقي جدة، إلا أنه الجهات التعليمية غضت الطرف عن ذلك حتى وقع الفأس على الرأس -على حد قوله-. ويشير الغامدي إلى أنهم كانوا في الأعوام الماضية يضطرون لتسجيل أبنائنا في مدارس بعيدة سواء في غرب جدة أو مخطط الرحيلي، مشيرا إلى أن الوصول إليه يستغرق حوالي نصف ساعة للوصول إليه، وأضاف «تحملنا كافة المصاعب بعد أن سمعنا وعود وزارة التربية والتعليم بحل تلك المعضلة خلال عام واحد، إلا أنه للأسف ما زالت المشكلة متواصلة حتى وصلت إلى بقاء أبنائنا في المنازل دون دراسة». فيما أكد ربيع اليامي، أن مخططات شرق جدة شهدت نهضة عمرانية خلال السنوات الثلاث الأخيرة تضاعف معها عدد السكان بشكل كبير، لذا كان لزاما على وزارة التربية والتعليم التحضير لهذه الزيادة الكبيرة خاصة أن الأهالي حذروهم منذ عامين. وبين اليامي، أن معاناتهم ليست في مدارس البنين فحسب، ولكنها كذلك في مدارس البنات، حيث لا توجد إلا ابتدائيتان ومتوسطة واحدة، ولذلك اضطر عدد كبير من الأهالي إلى تسجيل بناتهم بعيدا عن الحي، لتتكدس الفصول حتى بلغت في بعض المدارس لأكثر من 45 طالبة. في غضون ذلك تجمع صباح أمس، أكثر من 70 ولي أمر أمام إدارة تعليم جدة، وبين يديهم قوائم بالطلاب والطالبات الذين لم يجدوا مقعدا دراسيا لمقابلة مساعد مدير التربية والتعليم بمحافظة جدة أحمد الزهراني، حيث شرح أولياء أمور الطلاب للزهراني، معاناتهم مع بقاء أبنائهم في المنازل بسبب شح المدارس ووعدوهم بحل عاجل لمشاكلهم. من جهته، كشف ل«عكاظ» عبدالله الثقفي مدير التربية والتعليم بمحافظة جدة، بأنه وجه أمس بتشكيل لجنة قبول عاجلة ستبدأ مهامها صباح اليوم (الثلاثاء) في مدارس شرق جدة، لقبول كافة الطلاب والطالبات ممن لم يجدوا مقاعد شاغرة حتى الآن. وقال الثقفي، إنه تجول صباح أمس في مدارس شرق جدة التي شهدت نهضة عمرانية كبيرة للغاية خلال العامين الماضيين، مبينا أنه على ضوء ذلك قرر على الفور حل المشكلة بحلول عاجلة من خلال استئجار مدرستين وزيادة أربعة فصول دراسية في كل مدرسة، مع توفير حافلات مكيفة وجديدة لنقل الطلاب والطالبات الى مجمع الصالة الشمالية الذي يحوي على أكثر من 20 فصلا شاغرا، إضافة إلى تحويل روضة للأطفال إلى مدرسة ابتدائية. وعن الحلول الدائمة، أوضح الثقفي، أنهم في إدارة تعليم جدة رفعوا للوزارة بضرورة إنشاء ثمانية مشاريع تعليمية جديدة في مخططات شرق جدة، مبينا أنه سيتم تسليم نصفها للمقاولين خلال الشهرين المقبلين على أن يكون تنفيذها في فترة لا تتجاوز العامين بإذن الله. وحول الوقت المتوقع لانتهاء المشكلة أكد الثقفي، أن الحل سيكون حلها في أقرب فرصة وأضاف «النسبة لي سأداوم يوميا في شرق جدة للمتابعة مع اللجنة المكلفة بتوفير المقاعد الشاغرة، حتى أتأكد من قبول آخر طالب بإذن الله تعالى».