خمس سنوات مضت على انطلاقتها وتدلف عامها السادس، وحملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» تحاول تأصيل النظام كواحد من أبرز مشاهد الحج وتجعله مظلة تنطوي تحتها نحو 30 جهة حكومية وأهلية معنية بتقديم خدمات لضيوف الرحمن، باعتبار أن التوعية الاستباقية تمثل منحى نهجته إمارة منطقة مكةالمكرمة لرفع سقف الوعي المجتمعي ما وجد تفاعلا كبيرا من كافة الجهات المعنية. وزير الحج الدكتور بندر الحجار اعتبر هذه الحملة واحدة من أبرز مسببات نجاح مواسم الحج في الأعوام الماضية لما لعبته من دور فاعل في رفع سقف التوعية لدى المواطن والمقيم مما ينسجم مع التعليمات الأمنية والتنظيمية للجهات المعنية بخدمات ضيوف الرحمن. وقال الدكتور الحجار ل«عكاظ» أمس: «نعد هذه الحملة شريكا استراتيجيا لنا في دعم الخطط التشغيلية لكافة قطاعات الوزارة المختلفة، فالحملة تنطلق من رؤية ثاقبة لرفع سقف الوعي المجتمعي تجاه هذه الشعيرة المباركة وبما يحقق السلامة والراحة لضيوف الرحمن من مختلف البلدان والقادمين هنا لأداء النسك، إننا في وزارة الحج نثمن عاليا حرص أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل على إطلاقه مثل هذه الحملة خلال السنوات الخمس الماضية مما قاد نحو الهبوط بأعداد المخالفين لأنظمة الحج وأسهم في الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وهذا بلا شك من مقومات النجاح التي تتحقق في كل عام، وقد وجهت كافة القطاعات المعنية في وزارة الحج بضرورة العمل على تنفيذ هذه الحملة والحرص على التعاون مع كافة الجهات لتحقيق الرؤية منها. وخلص وزير الحج القول إلى أن جميع القطاعات الحكومية بلا استثناء تعمل على تطوير أعمالها عاماً بعد آخر، من خلال اكتشاف جوانب الخلل والقصور في الموسم السابق لتلافيها في الموسم المقبل، وتنفيذ الحلول والمشاريع العاجلة والدائمة لتلافي جوانب الخلل والقصور وتصويبها، كما أن جميع العاملين في موسم الحج يدركون أن أي تقصير أو تهاون في أداء مسؤولياتهم تجاه الحجاج مهما كان حجمه صغيراً خط أحمر غير مقبول. وكيل إمارة منطقة مكةالمكرمة الدكتور عبد العزيز الخضيري بين ل«عكاظ» أن تقارير الأجهزة الرقابية المشاركة في مواسم الحج الماضية، أكدت أن حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري»، والإجراءات المشددة لضبط المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج، أسهمت في تحقيق نتائج إيجابية في انخفاض الظواهر السلبية وارتفاع نسبة التزام المواطنين والمقيمين بالتنظيمات الخاصة بالحج، ما ساعد على تحقيق مواسم حج ناجحة، شجعت إمارة منطقة مكةالمكرمة على تنفيذ الحملة للعام السادس على التوالي، والسعي لتحقيق مرتكزاتها وتنفيذ أهدافها المتعددة في إطار الجهود المبذولة للحد من الظواهر السلبية في موسم الحج على غرار ما تحقق في الأعوام الماضية. وتابع الخضيري: «ستواصل الحملة هذا العام استخدام الرسائل العملية والخاصة بالتركيز على السلوك والنظام الواجب اتباعه لنشر الوعي بين المواطنين والمقيمين الراغبين في أداء فريضة الحج حول الالتزام بتطبيق الأنظمة والتعليمات الصادرة لتنظيم أدائهم الفريضة كالحصول على تصريح رسمي يسمح بالحج مرة واحدة كل خمس سنوات والالتحاق بحملات الحج النظامية ومنع المركبات من الدخول للمشاعر للحد من الزحام، الذي تسببه في طرقات المشاعر والمحافظة على النظافة والبيئة ومنع الافتراش وتجنب التدافع ومنع استخدام المركبات وغيرها من التنظيمات الهادفة إلى جعل الحج أكثر يسرا وسهولة». ولفت الخضيري، إلى أن الجديد هذا العام في الحملة، هو إدخال الرسائل الوجدانية التي ترتكز على بث استراتيجية جديدة تتعلق بنشوء قطاع حج شامل متنام متكامل بجميع الفئات المختلفة ذات مصالح متبادلة ومشتركة، وتضم هذه الفئات المجتمع والحكومة والاقتصاد، ويتمثل المجتمع في حجاج الداخل وحجاج الخارج والمواطنين والمقيمين ووسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، أما مجتمع الحكومة فيضم جميع قطاعات الدولة والحكومة بدءا من القيادة وصولا إلى جميع الوزارات والهيئات، فيما يندرج في قطاع الاقتصاد كل من مؤسسات أرباب الطوائف وشركات الحج وقطاع الإسكان وقطاع النقل والقطاع التجاري والغرف التجارية الصناعية. وأكد الخضيري أن الأمير خالد الفيصل شدد على ضرورة تقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام منذ لحظة وصولهم إلى أراضي المملكة حتى مغادرتهم إلى أوطانهم سالمين- بإذن الله، ومتابعته لعمل جميع القطاعات المعنية بخدمة الحجاج وحرصه أن يكون موسم الحج موسما حضاريا بحق يعكس الصورة المشرقة للإسلام كدين، وللمسلمين كأصحاب رسالة سامية ترتقي بالإنسان وتعلي من شأنه ومكانته وتبرز دور المملكة حكومة وشعبا في خدمة الحرمين الشريفين. قائد قوات أمن الحج والعمرة اللواء سعد الخليوي بين ل«عكاظ» أن هذه الحملة أسهمت في السنوات الماضية في أداء رجال الأمن مهامهم في الحج بنسب عالية وذلك مما أوجد تفاعلا كبيرا من الحجاج مع هذه الحملة. وقال اللواء الخليوي: «أود أن أنبه إلى أن العقوبات التي تطبقها الجهات الحكومية المختصة في حق المخالفين للأنظمة على رغم شدتها هي آخر حل نلجأ إليه، ولا أعتقد أن مواطنا أو مقيما لا يعرف أن الحج بلا تصريح وعدم الالتحاق بحملات حج نظامية، وكذلك الافتراش في طرقات المشاعر أو نقل الحجاج غير النظاميين جميعها مخالفات للأنظمة، ومع ذلك نطلق في كل عام وقبل موسم الحج حملة للتوعية بجميع هذه التعليمات بهدف التذكير بها». أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار بين أن القطاعات المشاركة في الحج بنت لها خبرات تراكمية طويلة من خلال عملها في مواسم الحج الماضية، لافتاً إلى أن «الحج حدث استثنائي في زمانه ومكانه، ولا يشبهه أي تجمع بشري آخر في العالم حيث لا يواجه أي بلد في العالم تحدي إدارة حشود تصل إلى قرابة ثلاثة ملايين نسمة يتجمعون في بقعة جغرافية صغيرة، ويلتزمون بمواقيت زمنية محدودة لأداء الشعائر». وأضاف الدكتور البار: «وللحملة أهداف اتصالية كبيرة لكل من له علاقة بالحج، وليس الغرض منها أن تكون حملة توعوية خاصة بالحج فقط، بل هي مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف تساند مفهوم قطاع الحج المتكامل الذي يجسد الصالح العام لجميع الشركاء من خلال حملة استراتيجية تطلق هذه المبادرة». مدير عام التربية والتعليم في منطقة مكةالمكرمة حامد السلمي بين أن الحملة تنطلق من استراتيجية تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة، وتتكئ على ثلاثة مرتكزات، الأول يتمثل في احترام المكان والحدث، والثاني في احترام الإنسان، والثالث في احترام النظام. وبين السلمي أن إدارة التربية والتعليم تنسق مع الجهات ذات العلاقة لمساندة طلبة وطالبات المدارس في إنجاح هذه الحملة. رئيس الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف عبدالواحد برهان سيف الدين بين أن كافة مؤسسات الطوافة ستعمل على تفعيل هذه الحملة المباركة والتعاون معها وقال: «رؤية الحملة تكمن في بناء الهويّة والمنصّة الاتصاليّة للحج وبدء حقبة جديدة في إدارته تواكب الزخم التنموي الشامل الذي انطلق في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من خلال تكريس جوانب المخاطبة الأساسيّة: (الروحاني العاطفي، الأخلاقي السلوكي، النظامي)».