أكد عدد من المختصين في مجال علم النفس والاجتماع أن الفراغ وسيلة من وسائل إبليس يوسوس فيها للإنسان فيثير فيه كوامن الغرائز ويلهبها فتحرقه وتفلت من لجامها لتحرق ما حوله وهذا مشاهد في واقعنا المعاصر، حيث رمى الفراغ بعدد كبير من الشباب في مهاوي الضياع، وكل ذلك لأنهم لم يحسنوا استغلال أوقات فراغهم، فضروري لكل من ابتلي برؤية أن ينتبه لأوقات فراغه ويملأها بما ينفعه فإن فعل فقد قام بخطوة عظيمة على طريق التوبة والعلاج التام من هذه الآفات. «عكاظ» التقت عددا من شباب محافظة رنية الذين كشفوا عن هواجسهم من الفراغ خصوصا في فترة الصيف. بداية يصف الشاب سالم الحارثي نقص الخدمات بأنه لا مبالاة من قبل جهات الاختصاص، لافتا إلى أن الشباب يجبرون على التوجه للاستراحات وقضاء جل وقتهم فيها هاربين من الفراغ، مع العلم أن ذلك قد يعود عليهم بالسلب فمن الممكن أن يتعلم فيها الشاب على الدخان أو الشيشة ويشاهد الأفلام ويستمع للأغاني ويقضي وقته في الخروج عن طاعة الله، على حد قوله. ودعا محمد السبيعي الشباب إلى الابتعاد عن مقاهي الشيشة التي يزداد روادها بكثرة خصوصا فترة الصيف، موصيا اياهم إلى مخافة الله في السر والعلن واستغلال وقت الفراغ بما يخدم ويعود للشباب بالنفع، مشيرا إلى أن أبرز مطالب الشباب في محافظة رنية تتلخص في توفير ملاعب رياضية وترفيهية وأندية تحتويهم وتهيئ لهم ممارسة هواياتهم، بالإضافة إلى توفير مراكز علمية وأندية ثقافية ومسابقات ترتقي لمستوى تطلعاتهم بعيدا عن المراكز الصيفية التقليدية التي تخدم صغار السن بحسب وصفهم، مطالبا بإقامة مهرجان صيفي بمحافظة رنية على مستوى عال أسوة بمحافظات ومدن المملكة ويكون فيه عدد من المسابقات الادبية والرياضية والترفيهية والمحاضرات والمشاركات الهادفة التي تنمي عقول الشباب وتحتوي طاقاتهم. ويشاركه الرأي الشاب محمد الحارثي بالقول نحتاج إلى أماكن مخصصة ومجهزة بقواعد السلامة كصالات البلياردو وصالات جلسات الشباب بالإضافة إلى الأندية وغيرها التي تفتقرها المحافظة، كما يجب أن تستغل طاقتهم بما يعود عليهم بالمنفعة، لذا أطالب بمزيد من الملتقيات الأدبية والثقافية ومهرجانات التراث المصاحبة للمهرجانات الصيفية المعتادة في كل المدن والتي تفتقدها المحافظة، مشيرا إلى أن الفراغ وقلة وسائل الترفيه قد يدفعانهم إلى ممارسة التفحيط، والتسكع في الأماكن التي تنفرد بالخصوصية العائلية، ومن هنا تتم مضايقة العوائل من قبل بعض الشباب. ويشير ناصر الذيابي إلى أن الكثير من شباب محافظة رنية يتسابقون للسفر إلى الخارج خلال الإجازات لأنهم لا يجدون ما يشجعهم على البقاء من وسائل ترفيه تراعي متطلباتهم. وطالب الذيابي الأمانة بتهيئة مرافق عامة يتمكن الشباب من استخدامها بشكل مجاني ومزودة بدورات مياه وجلسات شبابية وملاعب رياضية وبوفيهات قريبة وتجهيز اماكن يستطيعون فيها ممارسة هواياتهم بشكل آمن ومريح برعاية واشراف الجهات الحكومية ذات العلاقة. فيما أوضح خالد محمد السبيعي أن الشباب هم وقود المجتمع وشعلته وبهم ترتقي الأمم، مشيرا إلى أن انعدام الاماكن التي يرتادها كالملاعب والصالات الرياضية ونقص في تخصصات الجامعة يجبر ابناء المحافظة على قطع مئات الكيلو مترات لطب العلم. في حين قال صامل الشريف إن الفراغ وسيلة قد يرمى بعدد كبير من الشباب في مهاوي الرذيلة، وكل ذلك لأنهم لم يحسنوا استغلال أوقاتهم، مشيرا إلى أن أبرز مطالبهم في محافظة رنية، توفير ملاعب رياضية وترفيهية وأندية تحتويهم وتهيئ لهم ممارسة هواياتهم، توفير مراكز علمية وأندية ثقافية ومسابقات ترتقي لتطلعاتهم بعيدا عن المراكز الصيفية التقليدية. وبين سامي السبيعي أن من اهم الخدمات التي يفتقدها شباب المحافظة هي مكتبة عامة تخدم التوجه العلمي كون الطالب بحاجة للبحث والاطلاع لعمل أو استقصاء المعلومة، بالإضافة إلى إنشاء الصالات المغلقة التي تخدم الأنشطة الترويحية، المراكز الثقافيه لإقامة المحاضرات والندوات وتفعيل مراكز الأحياء، وتفعيل دور جمعية تحفيظ القرآن الكريم والتنمية الاجتماعية في تنظيم الدورات التعليمية. ويقول نائف السبيعي إن نقص التخصصات في كلية رنية اجبرنا على السفر للمحافظات المجاورة لوجود تخصصات تلبي رغبات الطلاب وتفتقر لها محافظتنا ونتمنى وجود البرامج الثقافية والتوعوية والانشطة التي تنمي مواهب الشباب كما نفتقر للصالات الرياضية التي تفيد الشباب في اوقات فراغهم. وأفاد محسن السبيعي أن الشباب ينقصهم الكثير من الخدمات في رنية منها المهرجانات في الاعياد والعطل الصيفية والملاعب والصالات الرياضية والحدائق التي تعد بمثابة متنفس لهم، متسائلا عن دور البلدية والتنمية الاجتماعية. وأشار فهيد السبيعي إلى أنه لا يوجد فرص عمل للشباب مع العلم بأن عددا من الشركات سلبت مصالح المحافظة، على حد قوله، ولم تقم بتوظيف الشباب ليكونوا اعضاء فاعلين في المحافظة. وفي قرى جنوبالطائف اعتبر الشاب محمد العتيبي ان الفرص الوظيفية والتي تتاح للعديد من شباب المحافظات لا بد أن تتوافر في الطائف او المحافظات الاخرى كونها تحتويهم من الهروب للاستراحات وقضاء جل وقتهم فيها هاربين من الفراغ. واعتبر كل من هاني الربيعي، راكان السبيعي وناصر الحضبي، أن افتتاح كليات وفروع للمعاهد في المحافظة سيأتي بالنفع، لاسيما وأن الكثير من الشباب في المحافظات والمناطق سيعودون لقراهم كون الخدمات الاساسية توفرت للقرى من الاتصالات والكهرباء والاسفلت وتوفير الكليات سيعيد الكثير من الاسر الى مواقعهم السابقة.