واسى صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز أسرة ابن دهيش، في وفاة الرئيس العام الأسبق لتعليم البنات الدكتور عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، رحمه الله، وأعرب سموه في برقية بعث بها لأسرة الفقيد عن عميق حزنه، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان. كما تلقت أسرة الفقيد اتصالا هاتفيا من النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، أعرب فيه عن عميق مواساته لرحيل الشيخ عبدالملك بن دهيش، سائلا الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته. واستقبلت أسرة الفقيد برقيات عزاء ومواساة من صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية، وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية. وتقبلت أسرة آل دهيش البارحة العزاء، ، من عدد من الوزراء والمسؤولين والأعيان. وتوافدت جموع غفيرة من الأهالي والمثقفين والأكاديميين من أنحاء المملكة إلى منزل أسرة الفقيد الكائن في العاصمة المقدسة، حي العزيزية مقابل «سوبر ماركت رامز» لتقديم مواساتهم في ثاني ليالي العزاء. بدوره، عدد عميد كلية التربية في جامعة أم القرى الدكتور زايد بن عجير الحارثي، مناقب الراحل ومآثره، بصفته أحد المقربين منه. وقال: «ودعت مكةالمكرمة فضيلة العالم الشيخ الدكتور عبدالملك بن عبدالله بن دهيش رحمه الله وسط حزن محبيه، وفي كل حقبة وزمن يظهر رجال يسخرون حياتهم ومواهبهم وإمكاناتهم لخدمة الآخرين ونفعهم ويتركون مآثر وأعمالا قلما يجود بها غيرهم، وكان الفقيد أحد أولئك المؤثرين»، معتبرا وفاة الشيخ عبدالملك – رحمه الله – خسارة كبيرة للعالمين الإسلامي والعربي، لأن علمه وبحوثه وإنجازاته تجاوزت ما هو محلي وعربي إلى العالم الإسلامي. وبين أن بحوثه ودراساته حول مكةالمكرمة وحدودها والمشاعر والصفا والمروة وحدودها وترجماته المشهورة في هذا المجال كانت إسهامات فارقة ومؤثرة حتى في قرارات تحديد الحدود الشرعية لمكة وحدود السعي بين الصفا والمروة، لافتا إلى أنه بنى اجتهاداته على المنهج والبحث العلمي الموثق في تحديد مكةالمكرمة من قراءات متعمقة لأمهات الكتب، واطلاع ميداني على المشاعر، إلى النتائج والمقترحات التي عمت فوائدها وأهميتها العالم الإسلامي. وذكر الدكتور الحارثي أن للفقيد دراسات مهمة أبرزها في مجال التفسير والأحاديث والفقه كتاب «رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز» للشيخ الرسعني في ثمانية أجزاء، وكتاب «الأحاديث المختارة» للمقدسي في ثلاثة عشر مجلدا، مشيرا إلى أن تلك الأسفار العلمية المميزة جعلت الباحثين وطلاب العلم والقضاة لا يستغنون عنها في أبحاثهم وأحكامهم القضائية. وقال الدكتور الحارثي: «وما كان للشيخ أن يؤلف ويبحث ويخرج مثل هذه الآثار العظيمة لولا فضل من الله ثم توافر الإعداد علمي والأخلاقي والرغبة لديه، وما حظي به من مدرسة العلم والأدب والتربية في منزله وفي بلده»، مشيرا إلى أن منزله أصبح منهلا عذبا للباحثين والطلاب يفتحها الشيخ بكل إمكاناتها وبكرم وسخاء على حسابه الخاص. وأفاد الحارثي بأن الفقيد – رحمه الله – تسلم الرئاسة العامة لتعليم البنات بالمملكة في فترة ليست بسيطة من الزمن وقد تطور في عهده تعليم البنات – بطبيعة الحال بدعم ورعاية وتشجيع من لدن الحكومة الرشيدة – تطورا كميا وكيفيا، فلم يستسلم لروتين عقيم، أو رؤية قاصرة في التطوير، بل بفضل خبرته وحنكته وقيادته وبعد نظره افتتحت المزيد من المدارس والكليات في كل مدينة وقرية، ملمحا إلى أنه كان يعتني بالمباني الحكومية المدرسية حتى أصبحت نموذجية بل تجاوزت تلك المناظرة لها لدى البنين، أما على المستوى النوعي فقد فتح المجال واتسعت دائرة الفرص لبنات هذا البلد لمزيد من العلم إلى أعلى المستويات، وكذلك احتلال المكانة اللائقة بهن تدريسيا وإدارة وقيادة. وأكد أن الجميع يدرك أن الفقيد كان يفتح بابه وقلبه وعقله لكل طلب وشكوى من كل مواطن ومواطنة، ولا يخرج إلا وحاجته مقضية. وكشف الحارثي أنه تشفع لمعلمة عينت في قرية نائية ووالدها كان يحتضر من مرض عضال، ولبى الدكتور ابن دهيش الطلب فورا فكان ذلك فرجا لها ولأسرتها بعد الله، متمنيا أن تكون الخصال الإدارية والإنسانية التي تحلى بها الفقيد نبراسا ودرسا يستفيد منه من مكن من سلطة ومصلحة ومن يريد النجاح في الدنيا والآخرة. وأضاف: «عرفت فضيلته شخصيا في كرمه وحبه لفعل الخير والتسامح مع من يقصده أو هو من يبادر بذلك، ومهما أسجل أو أكتب من مآثر الشيخ العالم المدرسة فلن يكفي في هذه المناسبة، ولكنني أختتم بالدعاء لمعالي الشيخ العالم ابن هذا البلد البار الوفي المعطاء عبدالملك بن عبدالله بن دهيش، نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجزيه خير الجزاء على ما قام به وما تركه من أعمال جليلة على مستوى الوطن والعالم الإسلامي»، مقدما عزاءه ومواساته إلى إخوة الفقيد الكرام، وعلى رأسهم العالم المؤرخ الأستاذ الدكتور عبداللطيف بن عبدالله بن دهيش، وأبناؤه الفضلاء وهم: عبدالمحسن، ومحمد، وسامي، وهشام، ويوسف، وفيصل، ومنيرة، وبقية الأسرة الفاضلة، وأبناء مكةالمكرمة والبلد الكريم.