في سياق القلق اللبناني من تداعيات الضربة العسكرية على سورية على الداخل اللبناني أشار مستشار رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، الوزير السابق محمد شطح إلى «النظام في سورية لا يمكن أن يبقى على ما هو اليوم ولا أن يحقق انتصارات لولا المد الضخم بالسلاح والدعم من إيران وحزب الله». ورأى شطح أن «السيناريوهات المنطقية والمعقولة في سورية تؤكد عدم إمكانية لأن يكون النظام السوري جزءا من عملية انتقالية وهو إما يكون أو لا يكون»، لافتا إلى أن «هناك احتمالا أكبر وهو استمرار الحرب السورية لأن إيران مقتنعة بأن أي ديمقراطية يختار فيها الشعب ما يريد لن تبقي سورية حليفة استراتيجية لإيران واستمرار الحرب هو أقصى ما تستطيعه إيران في سورية»، معتبرا أن «الفوضى في سورية التي تنتج عن إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد هي أسوأ ربما من الحرب الحالية». فيما رأى وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال غازي العريضي إلى أن «البعض يتحدث عن مأزق وقعت فيه الإدارة الأمريكية بعد مواقف حلفائها من الضربة العسكرية على سورية وبقاء الموقف الفرنسي الداعم، والبعض الآخر يتحدث عن فخ وقعت فيه الإدارة الأمريكية». وقال «إن الضربة آتية ولكن هناك محاولة للتخفيف من آفاقها، وأشار إلى أن كلمة محدودة بمعنى أنها لن تكون حاسمة وقاضية ولن تسقط النظام والسؤال هنا عما سيفعله النظام إن كان لن يسقط وماذا سيفعل حلفاء النظام»، معتبرا أنه وبعد الضربة العسكرية سيزداد النظام شراسة وقوة ولن تعزز وجود المعارضة. وتابع العريضي، أتوقع أن يقوم حلفاء النظام السوري بالرد على الضربة العسكرية داخل سورية، مضيفا صحيح أن صاحب القرار الميداني إلى جانب النظام السوري هو إيران لكن الشريك الأساسي الدولي هو روسياوإيران يجب أن تنسق مع روسيا في أي ردّ على الضربة العسكرية. من جهته قال وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال نقولا نحاس إن العواصف التي تأتي دخل في المناطق الأضعف ولبنان قد يكون المكان الأضعف بعد سورية، لافتا إلى أننا إذا استطعنا القيام بجسم متجانس فلا يجب أن نخاف ولكن هناك معطيات خطيرة وأتمنى على اللبنانيين الوقوف وقفة ضمير حقيقية وإعادة النظر بكل المواقف السابقة لأن المشهد تغير. واعتبر أن الضربة العسكرية على سورية هي لمعالجة استعمال السلاح الكيماوي وليس للتدخل بالمعادلات السورية القائمة، مشيرا إلى أنه يستبعد أن تكون الضربة لحسم بعض الأمور بل لمعالجة موضوعية لقضية استخدام الكيماوي، لافتا إلى أن الدول الكبرى ترى ضرورة الرد على هذا العمل، ورأى نحاس أن الخطأ المميت عند اللبنانيين هو عندما نتدخل مباشرة أو مداورة بالشأن السوري ويجب النأي بالنفس عن الوضع السوري لأنه الوحيد الذي يحمي لبنان واللبنانيين، معتبرا أن هذه السياسة هي الطريق الأسلم لشعب لبنان.