تصنف محافظة النماص من المدن التي تسابق الزمن في تنمية صناعة السياحة الداخلية، ولعل تميزها في إعداد الفعاليات لدليل على أن القائمين على البرامج السياحية في المحافظة في عمل دؤوب للارتقاء بمحافظتهم، ونشر ثقافتها لإدراكهم بأنها أصبحت خيارا استراتيجيا للتنمية في منطقة عسير، ذلك ما جعل النماص مصيفا وإقامة معتادة للمصطافين من المملكة ودول الخليج العربي. وأكد عدد من ملاك الفنادق والشقق المفروشة أن محافظتهم باتت تجذب الزوار وبكثافة خلال السنوات الأخيرة، بعد أن كانوا في الماضي يمكثون فيها أوقاتا محدودة ثم ينطلقون لمناطق أخرى لقضاء إجازة الصيف. وتستقطب النماص السياح من خلال المتاحف والقرى الأثرية والسدود والمتنزهات التي تنتشر فيها بكثافة، إضافة إلى الفعاليات التي تقيمها المحافظة كبرنامج التسوق والبرامج الثقافية والاجتماعية والموروثات والأكلات الشعبية وملتقى صيف النماص. وتتميز النماص باعتدال أجوائها واكتساء جبالها وسهولها بجمال الخضرة، لا سيما أن المحافظة قد شهدت هطولا للأمطار خلال الشهور الماضية، ولا يكاد الضباب يفارق المتنزهات المطلة على سهول تهامة وذلك طوال العام، ذلك ما جعل الزائر والمصطاف يجد المتعة في أحضان الطبيعة النقية. محافظ النماص محمد النايف أوضح أن المحافظة تشتهر بكثرة المتنزهات التي تغطيها الغابات الكثيفة وتتوافر بها المقومات السياحية التي ينشدها المصطاف من جلسات عائلية ذات خصوصية وملاه كهربائية ودورات مياه وإنارة، مبينا أن من أبرز تلك المتنزهات متنزه آل وليد وجبل ناصر ومتنزه سنان والعقيقة ومرير وبدوة وهناك الحصون والقلاع والقرى الأثرية مثل متحف ابن سلام ومتحف النماص الذي يعد من أفضل المتاحف في المنطقة لما يحويه من قطع أثرية ونقوش ومخطوطات ووثائق تاريخية، ولعل قصر الحضارات بالمحافظة الذي شيد على الطراز الأندلسي واجهة حضارية للنماص يجد فيه الزائر المتعة بين أحضان الحضارات الإسلامية المعاصرة. وأكد النايف بأن الدعم اللامحدود من قبل سمو أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد كان هو السبب الرئيسي لما وصلت إليه النماص من تطور ومواكبة في مجال السياحة الداخلية على مستوى المملكة والخليج العربي. بدوره، ذكر رئيس بلدية محافظة النماص المهندس سراج بن أحمد الغامدي بأن البلدية أكملت استعدادها قبل موسم الصيف في تهيئة المواقع السياحية والحدائق وتوفير الجوانب الخدمية كالسفلتة والإنارة والمظلات وتجهيز ملاهي الأطفال، إضافة إلى الاهتمام بالقرى الأثرية وإعادة تأهيلها. وبين الغامدي أن هناك فرقا ميدانية تتابع مستوى تطبيق الإجراءات الصحية في المطابخ والمطاعم، إضافة إلى الفنادق والشقق المفروشة. وبذلك فإن محافظة النماص تعتبر مقصدا سياحيا مهما على مستوى المملكة. حيث توليها هيئة السياحة اهتماما خاصا وذلك لما تتمتع به من مقومات سياحية وأثرية كبيرة.