بدأت تداعيات الضربة العسكرية الأمريكية المرتقبة للنظام السوري بالظهور في لبنان قبل حصولها وأول الغيث جاء أمس دبلوماسيا مع دعوة الخارجية البريطانية لرعاياها بعدم السفر إلى لبنان إلا للضرورة القصوى فيما أمنيا عادت الاشتباكات إلى محور باب التبانة حيث الأكثرية السنية وجبل محسن حيث الأغلبية العلوية موقعة أربعة جرحى مع انتشار واسع للجيش اللبناني سعيا منه لاحتواء الموقف. وفي السياق الأمني أيضا ولكن على الحدود الجنوبية نفذ الجيش الإسرائيلي حالة تأهب على طول الحدود مع لبنان، وخاصة في مواقعه الأمامية في القطاع الشرقي، فأشارت مصادر عسكرية لبنانية رسمية إلى وجود تعزيزات بشرية وآلية دفع بها جيش الاحتلال الإسرائيلي ليلا إلى منطقة الجليل الأعلى وإلى مزارع شبعا ومرتفعات الجولان المحتل، من بينها منصات لإطلاق الصواريخ، في ظل تحليق مكثف للطيران الحربي الإسرائيلي. المتحدثة باسم اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان انطوانيت ميداي أشارت إلى وجود قرار لدى قيادة اليونيفيل بترحيل عائلات موظفيها الأجانب من لبنان. وأكدت ميداي أن لا قرار لدينا بترحيل أي موظف مدني ولا عائلاتهم. فيما تبدأ الوحدة التركية العاملة في اليونيفيل والتي تتخذ من بلدة الشعيتية- قضاء صور مقرا لها تبدأ بالمغادرة يوم غد الأحد وذلك بناء لقرار سابق بإنهاء مشاركتها والإبقاء على عدد من عناصرها في البحرية التابعة لليونيفيل. عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت أشار في تصريح له أعلن أننا لا نستطيع الجزم عن حجم الضربة الغربية على سورية، ولكن لا أحد يستطيع ضبط ردود الفعل في الشارع، ولبنان سيواجه حركة نزوح كبيرة من سورية مهما كانت نوع وحجم الضربة الأمريكية على سورية، ومن الممكن أن ينخرط لبنان بحرب ضروس بحال جره حزب الله إلى ذلك. وأضاف أن مبادرة رئيس الجمهورية ميشال سليمان مشكورة، وهو التزم بإعلان بعبدا الذي ينص على سياسة الحياد والنأي بالنفس عن ما يجري في المنطقة، ما يعني انسحاب حزب الله من سورية ما يحل العديد من الأمور. فيما رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، المقرب من الرئيس نجيب ميقاتي خلدون الشريف أشار إلى أننا بلد شديد التأثر وعديم التأثير وأي كلام عن أي موقف لحكومة لبنانية هو كلام لا قيمة له بالسياسة. ورأى أنه علينا التفكير في كيفية معالجة أزمة النازحين في حال الضربة العسكرية، ويجب أن نفكر في كيفية التعاطي مع رد فعل حزب الله على الضربة. وأكد أن انزلاق لبنان لا يرد إلى الوراء، لذا يجب أن نضع مصلحة بلدنا فوق مصلحة الجميع. من جهته حذر الوزير السابق ماريو عون من مخاطر وتداعيات الضربة العسكرية الغربية ضد سورية على لبنان، متوقعا أن تأتي هذه الضربة محدودة بما لا يفسح المجال أمام أي رد، لافتا إلى احتمال أن يتدخل مجلس الأمن في ضوء عملية تحذيرية، ويضع حدا للتطورات التي قد تحصل وبالتالي يكون الاتجاه لعقد مؤتمر جنيف 2، واستبعد عون نشوب حرب شاملة.