أكد عدد من المختصين أنه في حالة توجيه ضربة عسكرية غربية لسوريا، يجب العمل على تكثيف برامج التوعوية للتخفيف من الخوف في نفوس الأهالي بمشاركة وزارتي الداخلية والتربية والتعليم، ومقاطعة الإعلام المغرض. من جهتها أكدت رئيسة مركز السلم والأمن الاجتماعي في الاتحاد الأوروبي المتخصصة في مجال مكافحة الإرهاب الدكتورة إنتصار فلمبان، أنه في حالة توجيه ضربة من طرف قوات التحالف للنظام السوري الحالي خلال الأيام المقبلة سيؤدي ذلك إلى مجموعة من التداعيات منها الإقليمية والدولية، فعلى المستوى الدولي ارتفاع حدة الأزمة الاقتصادية وتخوف المستثمرين الأجانب في الاستثمارات ذات الصلة بالمواد النفطية ومشتقاتها، أما على المستوى الإقليمي ارتفاع حدة الانخفاض الاقتصادي وهجرة الأيدي العاملة من مناطق النزاع إلى أوطانهم وهذا ما يؤدي لزيادة الضغط الاجتماعي والاقتصادي على الدول الموفد إليها والتنبؤ لحصول بعض الاختراقات الأمنية ما بين حدود الدول التي تشهد النزاع ويمكن أن يتم استغلالها من خلال خلايا ومنظمات إرهابية لتنفيذ عمليات إرهابية. وتوقعت أن يحدث على المستوى الوطني تذبذب لمؤشر الأسهم ما بين الصعود والنزول نتيجة التخوف من زيادة مدة الحرب واستمرارها، وهذا ما يؤثر بشكل كبير على الناقلات النفطية والناقلات البحرية التي تعمل في الخليج العربي وخاصة في مضيق هرمز. تخفيف الخوف يقول الدكتور يحيى محمد العطوي الباحث في علم الجريمة بتبوك، العالم كله يترقب توجيه ضربة عسكرية غربية ضد النظام السوري، خلال الساعات المقبلة، ولا بد من التخفيف من حدة الخوف غير العقلانية وذلك بمشاركة وزارتي الداخلية والتربية والتعليم وكل القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالمواطن. وبين العطوي أن هناك آثارا نفسية تحدث للناس بسبب هذه الضربة ومنها الرهاب الاجتماعي، مبينا أنه على الفرد السعودي أن يثق في نظام دولته ومؤسساته وفي ما تقوله وسائل الإعلام الوطنية، لأن هناك وسائل إعلام أخرى تحاول أن يكون لها تأثير مباشر على المواطن، منبها الجميع بعدم الانسياق وراء الأفكار الخاطئة التي يصورها الإعلام المغرض، حتى لا يكون فكرا خاطئا وألا يعتمد على ما ينشر في مواقع التواصل الاجتماعي فالحرب الإعلامية والنفسية أقوى من الحرب الفعلية، ولهذا يجب عليه أن يثق في إعلامه الذي يستهدف في الأول والأخير مصلحة الوطن والمواطن، مؤكدا على ضرورة تعامل المواطن مع هذه المرحلة بذكاء. طمأنة الناس من جهته يقول سعد عايض الحارثي المتخصص في علم النفس بتبوك، إن معظم الناس يدركون أن هذه الضربة العسكرية موجهة للنظام السوري لاستخدامه السلاح الكيماوي في قتل الأطفال والنساء والرجال، وبالتالي يجب أن يعي الجميع أن هذه الضربة موجهة لمواقع عسكرية وليست لأفراد لإيقاف هذا النظام عند حده، ولهذا يأتي دور العلماء والدعاة وأئمة المساجد والأدباء في طمأنة الناس، مضيفا لن يكون هناك تأثير على بداية العام الدراسي، ولذلك من المهم جدا للآباء والأمهات أن يعملوا على تفريغ انفعالات ومشاعر الأطفال السلبية وإبعادهم قدر الإمكان عن مشاهدة القنوات التي تنقل الأحداث الدموية. من جانبه أكد رئيس قسم الصحة النفسية أستاذ مشارك في جامعة طيبة الدكتور نايف بن محمد الحربي، عدم التهويل والتخويف في حالة توجيه ضربة لسوريا، ويكون التحرك من حديث الرسول عليه الصلاة والسلام (أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك) من خلال بعدين، الأول يتمثل في حديث الرسول علية الصلاة (أعقلها وتوكل) والتوكل على الله في كل الأمور والتهيئة النفسية للناس تتركز في الوقاية ودائما نقول إن الوقاية خير من العلاج، والاحتياطات تتمثل في عدم التحرك في مساحات واسعة وعدم الوقوف في المباني العليا ومحاولة تجهيز بعض المنازل باحتياطات أمنية مثل الكمامات، وعدم المبالغة في المحافظة على المواد الغذائية والشعب السعودي كانت له تجربة سابقة أثناء الغزو الغاشم على الكويت وكثير من الاحتياطيات التى اكتسبها الشعب السعودي خلال تلك الفترة وكان الناس يتحركون بشكل طبيعي ويشاهدون الصواريخ. وأضاف يجب على الطلاب عدم متابعة أخبار الضربة الغربية لسوريا والأحداث الحالية حتى لا تشغلهم مع بداية العام الدراسي، ومحاولة تبسيط المعلومة لهم تتناسب مع أعمارهم السنية حتى لا تكون لديهم ردة فعل تجعلهم يتغيبون عن المدارس. يذكر أنه في جميع إمارات المناطق لجان رئيسية تهدف لحماية السكان، الممتلكات الخاصة والعامة، مصادر الثروة الوطنية، والمحافظة على سلامة البيئة في حالات السلم وحالات الكوارث والطوارئ. وتأتي هذه اللجان ضمن منظومة الدفاع المدني ويرأسها 13 من أمراء المناطق، وتؤكد اللجان التي خضعت في فترات ماضية لاختبارات ميدانية وتجريبية، على أهمية برامج الوقاية واتخاذ الاحتياطات اللازمة وأهمية المتابعة في كل ما يخص سلامة الأرواح والممتلكات وتنفيذ كافة التوصيات بخصوص حالات الكوارث والطوارئ. وتعمل إدارات الدفاع المدني بالمناطق على تحديث الخطة التفصيلية لمواجهة حالات الكوارث والطوارئ وإزالة المخاطر وتوفير اشتراطات السلامة للمواطنين، باتخاذ وسائل السلامة لمخاطر المساكن الجماعية وأخطار ممارسة الأنشطة التجارية والمهنية في المباني السكنية وخطط الإخلاء في المنشآت التعليمية والجهات الحكومية. ويرأس صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز أمير منطقة حائل اللجنة الرئيسية للدفاع المدني بالمنطقة، وتهدف لحماية السكان والممتلكات الخاصة والعامة ومصادر الثروة الوطنية والمحافظة على سلامة البيئة في حالات السلم والكوارث والطوارئ. وكان أمير حائل قد شدد على أهمية برامج الوقاية واتخاذ الاحتياطات اللازمة، مشيرا إلى أهمية المتابعة في كل ما يخص سلامة الأرواح والممتلكات. وكشف عدد من الاخصائيين النفسيين أن متابعة الكثير من الأخبار المغلوطة التي يبثها البعض تنعكس سلبا على نفسيات المواطنين خصوصا الأطفال والنساء، مما يتسبب في تعرضهم لآثار الخوف. وأكد الدكتور صالح الغامدي أخصائي نفسي ووكيل القبول والتسجيل في جامعة الباحة أن العالم أصبح قرية واحدة، يتابع أية معلومة أو خبر في نفس الوقت بشكل سريع، ما يسهل الترويج للشائعات التي تنعكس وتؤثر على نفسيات متلقيها، وعندما تتحول هذه الشائعات إلى قناعات فإنها توجه سلوك الإنسان وبالتالي يتأثر الأشخاص خاصة النساء والأطفال نفسيا، مشيرا إلى أن مواقع التواصل تتناقل أخبار العالم سواء حقيقية أم مفبركة، مؤكدا أن المسؤولية الاجتماعية تحتم على المربين والآباء والإعلام تكثيف التوعية بعدم تصديق جميع الأخبار وتداولها والتأكد من صحة هذه المعلومات.