رأى عدد من الخبراء الاقتصاديين، أن الضربة العسكرية المحتملة للنظام السوري ستجعل اقتصاديات المنطقة غير مستقرة، وستؤدي إلى ارتفاع في بعض الأسعار وعلى وجه الخصوص أسعار البترول، وأسعار التأمين للنقل البحري، والمواد الاستهلاكية المستوردة. واعتبروا أن الضربة ستؤثر سلباً على أسواق الأسهم الخليجية والعربية والعالمية، ولكنهم توقعوا أن يزول تأثيرها سريعا. وقال الدكتور عبدالله دحلان إن التقلبات السياسية والأزمات التي تمر بها المنطقة أثرت في الماضي على اقتصاديات المنطقة، كما تأثر سوق الأسهم بصدمات كبيرة وخصوصاً في مصر وتونس وبعض الدول الأخرى. ورأى أن ضربة عسكرية ستوجه ضد النظام السوري الذي لم يحترم الأنظمة والقوانين الدولية، مشيرا إلى اتفاقية الأممالمتحدة التي نصت على عدم استخدام السلاح الكيماوي سواء كان عسكرياً أو سياسياً ومنع استخدمه أيضاً على الأفراد شخصياً. وأضاف أن توقع الضربة العسكرية ضد النظام السوري، تجعل رجال المال والأعمال في قلق كبيرة ومخيف، معتبرا أن أي ضربة محتملة ستؤثر على الاستقرار الاقتصادي في المنطقة الخليجية والعربية وحتى العالم، وعلى سعر البترول، متوقعا أن يرتفع جراء الضربة نحو 25 دولارا، مشيرا إلى أن هذه التوقعات نابعة من ارتفاع سعر التأمين نتيجة المخاطر المتوقعة على النقل بمختلف أنواعه في المنطقة. وتوقع زيادة تخزين البترول العالمي وذلك نتيجة التخوف من داعيات الضربة وأثرها العالمي، كما توقع أن يكون هناك انخفاض في أسعار الأسهم في المنطقة وخصوصاً دول الخليج ومصر والعراق ولبنان، فهي منطقة ساخنة قد تدفع المضاربين في سوق الأسهم إلى تجميد مضارباتهم، وهذا الأمر يبث الذعر والخوف في نفوس بعض الذين يملكون أسهم في بعض الشركات أو البنوك ودفعهم إلى بيع أسهمهم، وأشار إلى أن ارتفاع سعر التأمين للنقل البحري سوف يؤثر سلباً على سعر البضائع المستوردة. وتمنى ألا تكون المنشآت الصناعية والسياحية على جدول الأهداف التي ستطالها الضربة. من جانبه قال الدكتور فاروق الخطيب، إنه من الطبيعي أن تدخل المنطقة مرحلة عدم استقرار في اقتصادياتها في حالة الضربة العسكرية، وهذا يترتب عليها ارتفاع الأسعار بشكل عام في العالم، كما يكمن أن تؤدي إلى ظهور بعض الشح في السلع الاستهلاكية الاستثمارية. وتوقع أن يكون هناك ارتفاعات وزيادات هائلة في أسعار البترول، وأسعار التأمين، وأسعار الشحن من دولة إلى دولة. وأوضح أن اقتصاديات هذه المنطقة تعتمد على الاستيراد والتصدير، وعند قيام الضربة العسكرية المحتملة ستضعف هذه الاقتصاديات وكذلك ستضعف الحركة الشرائية والسوقية. من جهتها أوضحت الكاتبة الاقتصادية والمحللة المالية ريم أسعد أن ما تشهده الأحداث في سورية ينعكس بشكل سريع على أسواق المنطقة والدليل على ذلك هبوط أسعار الأسهم، ونصحت المستثمرين بعدم الهلع لأن الأزمات في طريقها إلى الزوال فردود الفعل الفورية في الاستثمارات غالبا ما تنتج عنها خسارة وضياع فرص.