انطلقت صباح أمس في المدينةالمنورة أولى جلسات مؤتمر الأدباء السعوديين الرابع الذي ينعقد تحت عنوان «الأدب السعودي وتفاعلاته» بجلسة ركزت على التقنيات الحديثة في مواقع التواصل الاجتماعي وعلاقتها بالكتابة والإبداع الأدبي. فيما طرح الدكتور عالي سرحان القرشي أستاذ النقد بكلية الآداب بجامعة الطائف ورقة عنونها ب «إنتاج النص الإبداعي وتلقيه عبر الفيسبوك» أكد خلالها أن تقنية الفيسبوك استقطبت كثيرا من القراء والكتاب وأصبحت تقيم عالما يشعر من يفارقه بأنه غير حاضر في عالم متفاعل، وكانت بما تهيئه من مساحة للنص قادرة على احتواء النصوص الإبداعية والتفاعل معها، على سعة ما يكتب صاحب النص أو يعلق من يتفاعل، ومن شأن عمل هذه الورقة رصد بعض التحولات التي ترى أن هذه التقنية أحدثتها في طرائق الكتابة الإبداعية في مظاهر منها. كما طرح الباحث عبد الحق هقي ورقة بعنوان «المدوّنات وأثرها في إبداع أدبي تفاعلي بين الكاتب والقارئ»، أكد خلالها أن وسائط التكنولوجيا الحديثة والتقنية بما فيها «المدونات الإلكترونية» شكلت بوابة لظاهرة إبداعية بدأت تحتل موقعا مهما في حياتنا الأدبية والثقافية اصطلح عليها ب (الأدب التفاعلي). وحاول الباحث هقي في ورقته الإجابة على إشكالية بحثية تتلخص في سؤال حول ما الذي قدمته المدونات كوسيط تقني في إبداع أدب تفاعلي بين الكاتب والقارئ، وبعد تعريفه للمدونات وماهيتها وخصائصها وعوامل نشأتها وأنواعها والفرق بينها وبين الخدمات الإلكترونية الأخرى، عرف الأدب التفاعلي وأنواعه وفروعه وخصائص النصوص الرقمية ومميزاتها. وفي ورقة للباحث علي زعلة بعنوان «النص الرقمي بين الإنتاج والتلقي: قراءة في التشكيل الجمالي والدلالي» قال إن الأدب الرقمي لم يعُد أحدث مظاهر ما بعد الحداثة، والعالم المتقدم ثقافيا وفكريا لم يعد ينظر إليه على هذا النحو، مشيرا إلى أن ثمة ظواهر أكثر جدة وإثارة للاشتغال النقدي والثقافي بشكل عام، غير أنه استدرك أنه ليس له حضور بارز ولا تراكم كمي ولا نوعي يمكننا من القول إن لدينا أدبا رقميا في السعودية تحديدا، معتبرا الموجود منها نصوصاً متفرقة أو تمظهرات لآثار التقنية في النص الأدبي التقليدي. وأكد زعلة في ورقته أن الأدب الرقمي لا يزال هامشيا لدينا، والكاتب الرقمي هو كاتب من الدرجة الثانية أو الثالثة ولا يشفع للاعتراف به إلا أن يصدر كتابا ورقيا أو ينشر نتاجه عبر المطبوعات الورقية. وفيما أعربت إحدى المشاركات عن تخوفها من الأدب الرقمي وما قد يسببه من تداخل بين الأجناس الأدبية، نفى الدكتور عبدالرحمن المحسن «وجود نص رقمي بمفهومه الحقيقي في الأدب السعودي». فيما قال محمد العباس: «إن ما تم طرحه في الفضاء الرقمي مجرد نصوص مكتوبة تم نقلها إلى مواقع التواصل الإلكتروني، فلا يوجد أدب رقمي بمفهومه العالم في الأدب العربي أبدا، فالأدب الرقمي في العالم الغربي مختلف وهو تفاعلي»، معتبرا من معوقات وجود الأدب الرقمي في العالم العربي عدم وجود جامعات تدرس ما يسمى بالإلكترونيات الإنسانية. وحذرت الدكتورة هيفاء الجهني من تداخل اللغة في النصوص الرقمية بين العربية والإنجليزية والعامية، معتبرة أن ذلك «خطر كبير على اللغة العربية الفصيحة يجب الانتباه له والحذر منه»، وأضافت أن القصة القصيرة في مواقع التواصل الاجتماعي هي أشبه ما تكون بالتوقيعات في الأدب القديم. وعبر الأستاذ الدكتور محمد خضر عريف عن عدم اتفاقه مع تسمية الأدب الورقي بالأدب القديم، معللا بأن تلك التسمية توحي بأنه على وشك الاندثار مع أن الكتابة الورقية هي الأصيلة والباقية. ولاحظ في مداخلته على مدير الجلسة عدم تقديمه سيراً ذاتية للباحثين، كما ذكر أن برنامج الفعاليات لم يقسم الأبحاث حسب المحاور. عقب ذلك الجلسة الثانية والتي شارك فيها أحمد بن صالح الغامدي بورقة عمل عنونها ب «الآخر والنقد السعودي المعاصر .. قراءة تحليلية في مستويات التفاعل وأشكاله»، بجانب أحمد الهلالي الذي قدم ورقة عمل تحت عنوان تمثيلات الآخر في الشعر السعودي، ومحمد التلاوي الذي شارك بورقة عمل جاء تحت عنوان الشعر المهماز، بعد ذلك قدم محمد المشهوري ورقة العمل التي جاءت بعنوان تواصلية الحوار الاجتماعي مع الآخر في شعر محمد حسن فقي.