انتشر مؤخرا في المدينةالمنورة مرض الزكام بسبب التغيرات المناخية من جهة ولقدرته على الانتقال عبر الهواء والرذاذ المتطاير من السعال والعطس المتكرر والأتربة وغيرها ما أدى إلى انتقال أعداد كبيرة منهم إلى طوارئ المستشفيات بحثا عن العلاج. «عكاظ» التقت اطباء في عيادات الفرز والطوارئ مستفسرة عن اعراض ومضاعفات الزكام والفئات العمرية المستهدفة وطرق الوقاية من هذا الفايروس، حيث أكد الاستشاري أخصائي الشؤون الصحية في مستشفى أحد بالمدينةالمنورة الدكتور نزير عبدالله سليمان ان اسباب انتشار فايروس «الزكام» في الاجواء هي التقلبات في المحيط والغبار المنتشر بكثافة والتعرض للجو البارد والحار والعكس مثل استخدام الماء البارد والخروج في جو حار وشرب المثلجات لما لها من اثر كبير في انتشار عدوى هذا المرض، وقال «وكما هو معلوم ان الفايروس يحب الاجواء الباردة وانتشاره في الصيف هو احدى انواعه، وان اغلب الفئات المعرضة لهذا الفايروس هي فئة الشباب ومن لديهم مضاعفات وامراض مزمنة مثل الجيوب الانفية، والسكري، والضغط، ونقص المناعه بانواعه». وعن طرق الوقاية لمكافحة الزكام والاحتقان قال السليمان: يجب تجنب مسببات الحساسية والابتعاد قدر الامكان عن المناطق التي بها ازدحام، وعن العادات الضارة مثل الاستحمام ومن ثم التعرض للهواء البارد والعكس، وكذلك استخدام مكيفات الهواء للتبريد والخروج من الجو البارد إلى الجو شديد الحرارة خارج المنزل، ومحاولة تثبيت الاجواء في المنازل والابتعاد عن شرب المثلجات الباردة والاستخدام المفرط للآيسكريم خصوصا لدى الاطفال، مفسرا ان هناك فرقا بين الزكام والاحتقان اذ ان الاحتقان او الالتهاب هو مرض يصيب الحلق مباشرة ما يسبب عسرا في البلع او ألما اثناء البلع، بينما الزكام هو سيلان انفي او احتقان انفي ومن اعراضه السخونة وآلام في الجسم والمفاصل وصداع مصاحب له. من جهتها تقول الدكتورة نهلة وهبي (طبيب مقيم باطنية مستشفى احد) «من المعروف ان التغير في المواسم وفصول السنة يصاحبه في اغلب الاوقات تغييرات مناخية وهذه الاجواء تنعكس سلبا على صحة الانسان، والزكام حالة شائعة طبيعيه جدا، وفيروسات هذه الأمراض المعروفة بفيروسات الجهاز العلوي التنفسي (URTI) تنتشر في الجو هذه الأيام وتصيب أعدادا كثيرة من الناس»، مؤكدة أنه لا يوجد إنسان يتمتع بحصانة ضد هذه الأمراض مهما كان قويا وسليما لأن فيروسات الرشح والزكام دائمة التغيير، لذلك من الصعب ايجاد لقاح واحد للوقاية والحماية منها. وتتابع الوهبي: اكثر الحالات التي ترد من عمر 12 عاما الى 25 عاما مصابة باعراض الزكام والرشح، ونواجه ضيقا في الوقت ما يفقدنا التمكن من تشخيص الحالات التي تعرض بشكل يومي منذ ايام العيد، لافتة الى ان الطبيب الواحد يستقبل خلال 8 ساعات 100 مريض وقد تبلغ حالات الزكام ما بين 60-80% في اليوم الواحد. ولفتت إلى ان الوقاية خير من العلاج، إذ على المصاب ان يكثر من تناول البرتقال والليمون والحصول على الراحة التامة والاكثار من تناول الخضراوات والفاكهة الطازجة الغنية بمضادات الأكسدة التي تقوي جهاز المناعة وكذلك غنية بفيتامينات مهمة وعلى الأخص فيتامين (C) التي تعمل على تماسك الشعيرات الدموية الرقيقة المبطنة للجهاز التنفسي. وتتفق معها بالراي الدكتورة عائشة محمد علي (طبيبة اطفال)، من ناحية الوقاية.