كادت المأكولات الشعبية الشهيرة في منطقة القصيم أن تندثر، لولا وجود عدد من النساء ممن حرصن على المحافظة عليها وعلى طرق إعدادها، ولكنهن لم يجدن فرصة لعرض هذه المأكولات أمام الأجيال الجديدة من ربات البيوت سوى عبر المهرجانات والمناسبات التي تقام بين الفينة والأخرى في المحافظة. ويعتبر سوق «المسوكف» أحد المنافذ التي تعرض فيها نساء عنيزة تلك الأكلات، فيما يقدم بعضهن مأكولاتهن في المهرجانات السنوية كمهرجان العوشزية والغضا ومهرجان سياحي عنيزة. ويعتبر نساء عنيزة المهرجانات هي المكان الملائم لعرض الأكلات الشعبية كالقرصان والمطازيز والجريش والمرقوق، وهو ما تؤكده السيدة أم صالح، حيث تقول: «هذه الأكلات لا بد أن تؤكل مطبوخة وطازجة، لكن نضطر في المهرجانات إلى عرضها جافة قبل الطبخ ولدينا الاستعداد لطبخها للمناسبات». أما أم راشد فلا تجد معضلة في تسويق منتجاتها من المأكولات الشعبية من خلال محلات خاصة أو عن طريق الاتصال الشخصي، ومن أهم المأكولات التي تلقى رواجا عندها الكليجا والفتيت الحنيني، وهذه الأخيرة من المأكولات الشهيرة التي تؤكل في الشتاء. تقول أم راشد: «أصبحت بعض المخابز تقدم مثل هذه المأكولات لكنها لا تحقق جودة النوعية التي نعملها، لذلك لا تجد ذلك الإقبال عند الناس».. وحول وضع هذه المأكولات الصحي، يقول مصدر مطلع في بلدية عنيزة: إن هذه المأكولات التي تقدمها النساء في عنيزة تخضع للرقابة من خلال مراقبات مختصات يباشرن أعمالهن خلال المهرجانات، لكنه يطمئن المستهلكين حول هذه الأطعمة لأنها تعرض من خلال سيدات كبيرات في السن لهن باع طويل في هذه المهنة ويكدحن فيها من أجل الصرف على بيوتهن، لذلك يحرصن على تقديم الوجبات بشكل نظيف وصحي. وبدوره يضع المواطن فهد الرويجح اقتراحا يعتقد أنه يمكن أن يحفظ لهذه الأكلات كيانها ومكانتها، وذلك من خلال إقامة دورات تدريبية تحت مظلة السياحة للفتيات لعمل هذه الأكلات بدلا من فقدانها وضياعها خصوصا أنها تعتبر جزءا من ثقافة المجتمع ولها مذاقها الجذاب ويقوم بالتدريب السيدات الكبيرات في السن ممن يملكن مهارة صناعة هذه الأكلات ويجدن متعة في صناعتها، خصوصا في ظل ارتفاع الطلب عليها وبعض المتخصصات لا يجدن الوقت الكافي لتغطية الطلبات اليومية عليها.