تيماء بلدة ذات تاريخ عريق وحضاري، كان لها دورها البارز في المنطقة، التي تتميز ببئر هداج (شمال غربي المملكة) التي تعتبر درة المنطقة الشمالية، وتصنف من أشهر آبار الجزيرة العربية وأغزرها وأعمقها، يبلغ قطرها 50 قدما وعمقها 40 قدما، ذات شكل دائري غير منتظم، مطوية بالحجارة، ضرب بها المثل بالكرم فوصف الرجل المعطاء بهداج تيماء. إنها بئر أسطورية تقع في وسط البلدة القديمة داخل إطار دائري من أشجار النخيل الباسقة. يعود تاريخ هذه البئر إلى الألف الأول قبل الميلاد. وحظيت البئر باهتمام الدولة، إذ زار جلالة الملك سعود بن عبدالعزيز -رحمه الله- تيماء في عام 1373ه ضمن زيارته لمنطقة تبوك، وأمر جلالته -يرحمه الله- بتركيب أربع مضخات حديثة على جهات البئر الأربع، حتى يتمكن السكان من أخذ المياه من جوف البئر لاستخدامها في أغراضهم المختلفة فكانت هذه الخطوة نقطة تحول كبيرة في تاريخ البئر ودعما لاستمرار قيام هذه البئر العظيمة بدورها الحضاري الإنساني في المنطقة، ثم تداعت عوامل بشرية وأخرى طبيعية عطلت دورها وكادت تفقدها الحياة، فبدأت شمسها بالأفول ومالت للغروب ورفعت يدها ملوحة للوداع.. لكن، ظهرت يد حانية كريمة أعادت هذه البئر للحياة من جديد، إنها يد صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز -سلمه الله- الذي رسم البسمة على ثغر البئر من جديد وأعاد للبئر عافيتها، وذلك من خلال مشروع جلالة الملك سعود لترميم بئر هداج الذي أمر به سموه وتبناه ماليا ومعنويا، وهو مشروع كبير على مراحل عدة يهدف إلى إعادة هذه البئر الأثرية إلى وضعها التاريخي التراثي القديم فأصبحت البئر معلما حضاريا وعنصر جذب للسياح في المنطقة التي تفخر بوجود أشهر بئر في الجزيرة العربية .ومن القصائد التي ذكرت فيها بئر هداج، قصيدة الأمير الراحل محمد الأحمد السديري: وعيني لعل الله يعجل فرجها يفوح ناظرها كما عين هداج