تستضيف جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، الثلاثاء المقبل في الرياض، اجتماعا للمجلس التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية، الذي يعد الاجتماع الرابع في دورته التاسعة، برئاسة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أمين عام رابطة العالم الإسلامي. «عكاظ» التقت الأمين العام للرابطة الدكتور جعفر عبدالسلام، الذي شكر المملكة ملكا وقيادة وشعبا على ما قدمته للرابطة عبر تاريخها الطويل من عون ومساعدة، وما قدمته للعالم الإسلامي بشكل عام. أوضح عبدالسلام، أن الرابطة عملت على دراسة مشكلات الأمة الإسلامية وتقديم الحلول لمعالجتها، مبينا أنها استمرت في نشر سلسلة «فكر المواجهة»، حيث وصل عدد الكتب التي صدرت في هذه السلسلة 27 كتابا تعالج شتى الملفات الشائكة في علاقة الإسلام بالغرب، وكذلك سلسلة الدراسات الحضارية، وسلسلة مركز دراسات الأسرة. وأكد عبدالسلام أن العلماء المتخصصين في الرابطة يعكفون حاليا لتحديث سلسلة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية، وفق المعطيات والمتغيرات الدولية الراهنة والتي أفرزتها العولمة وتجلياتها في شتى المجالات وكذلك دراسة الأزمات الحالية التي تواجهها الأمة في الوقت الراهن. وأضاف عبدالسلام «واصلت الأمانة العامة للرابطة تنفيذ برامجها ومناشطها محليا وإقليميا ودوليا، حيث استمرت في عقد ندوات ومؤتمرات في مختلف أنحاء العالم، كما شاركت الجامعات الأعضاء وغير الأعضاء، والمؤسسات العلمية ذات الصلة في كثير من الأعمال العلمية التي قامت بها، وواصلت العمل لتطوير مناهج تدريس العلوم الإسلامية، وكذلك العلوم الإنسانية والاجتماعية بشكل عام، كما قامت الرابطة بدراسة مشكلات التعليم الجامعي في الدول والمجتمعات الإسلامية من خلال لجان علمية متخصصة، والعمل على وضع حلول ناجعة لها». قضايا مهمة ويناقش المجلس عدة قضايا مهمة اهتمت بها الرابطة ونفذتها خلال الفترة الأخيرة، من بينها قضية تطوير التعليم في الجامعات الإسلامية، وإعادة بناء الأمة، وجهود الرابطة في إقرار المصالحة الوطنية في بعض الدول العربية، ووحدة الأمة بين ثوابت الدين والخلافات السياسية، وتقرير أعده الخبير التربوي الدكتور سعيد إسماعيل علي عن واقع التعليم الأجنبي ومشكلاته في الدول الإسلامية وأثره على الهوية. كما يستعرض المجتمعون عدة موضوعات، منها: دراسة التعاون على المستوى الإقليمي والدولي لنقل التكنولوجيا وتوطينها في العالم الإسلامي، وبحث آفاق التعاون المشترك، والتعاون مع الغرب لإعادة تصميم المناهج الدراسية في الغرب للقضاء على ظاهرة الإسلام فوبيا. ويدرس مديرو الجامعات الإسلامية مشروعات جديدة تزمع الرابطة تنفيذها في الفترة المقبلة، منها: مشروع إعداد موسوعة لحصر وتفسير الآيات والأحاديث المتصلة بالقانون الدولي الإنساني (قانون الحرب)، مشروع إعداد المعرض العلمي لمشاريع التخرج بكليات الهندسة في الجامعات الإسلامية، مشروع إنشاء نادي كليات العمارة والفنون الإسلامية للجامعات الأعضاء، مشروع إنشاء جائزة سنوية لأفضل جامعة إسلامية، مراكز التميز في الجامعات الإسلامية جائزة سنوية مشروع إنشاء جائزة سنوية لأفضل جامعة إسلامية في العالم بالتعاون مع الهيئة العالمية للتعليم التابعة لرابطة العالم الإسلامي، ويتم فيها اختيار أكثر الجامعات تميزا، وشكلت لجنة من المتخصصين والخبراء لوضع معايير الاختيار وتحديد قيمة الجائزة وتنظيم إجراءات الترشيح. نادي الكليات يهدف مشروع إنشاء نادي كليات العمارة والفنون الإسلامية، إلى إثراء وزيادة القدرة المعرفية والإبداعية لدى طلاب العمارة والفنون، بغية التواصل وتخريج عقول قادرة على الابتكار والإبداع ووصل تراث الماضي بالحاضر والحديث بالقديم. أما الهدف الأساس من إنشاء النادي فهو السعي لتقديم الدعم التقني والفني للكليات الأعضاء، لإعداد الفرد القادر على خدمة أمته وتحقيق تطلعاتها بجميع الوسائل المشروعة، مثل: التعاون على رفع مستوى التعليم في مجال تخصص النادي، تشجيع البحث العلمي والتقني والبحوث المشتركة وتبادل نتائجها، زيادة الوعي بالقيم المعمارية والفنية للآثار الحضارية ووصل الحديث بالقديم، المحافظة على الإرث المعماري الذي يمثل ثروات الدول، وإعادة تأهيل المنشآت المعمارية المتميزة، وإعادة استخدامها بما يتلاءم وطبيعتها المعمارية والأثرية، عقد ندوات ومؤتمرات علمية متخصصة وورش عمل، تنظيم زيارات لأعضاء هيئات التدريس والباحثين بكليات الفنون، للكليات المناظرة من أجل تبادل الخبرات الجامعية وتبادل الأفكار، وتعميم الاستفادة منها، ربط موضوعات البحوث التطبيقية بخطط وبرامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية، العناية بالتراث العربي والإسلامي وحفظه ونشره وترجمته إلى اللغات الأخرى وبيان مكانته وأثره في الحضارات العالمية، تشجيع إنشاء مراكز البحوث المتخصصة، التنسيق بين جهود أعضاء النادي في الهيئات والمؤتمرات الدولية، توثيق التعاون بين الكليات والمعاهد الإسلامية وغيرها في شتى أنحاء العالم، والعمل على إنشاء شبكة ربط للمعلومات في مجال العمارة والفنون. «التيوفيل» العربي مشروع منح شهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية (تيوفيل) لغير الناطقين وخريجي الجامعات العربية والإسلامية الدارسين للماجستير والدكتوراه، حيث تمنح الرابطة حق إصدار شهادة الكفاءة الدولية في اللغة العربية وفق الضوابط والأسس العلمية والتربوية، وتشكيل لجنة مشتركة من أساتذة التربية وأساتذة اللغة العربية بالجامعات الإسلامية أعضاء الرابطة بوضع المنهج التعليمي المناسب لمستويات الدارسين وبرمج تدريب المعلمين، وتأليف الكتب التعليمية المناسبة، وتكليف الأمانة العامة للرابطة بدراسة موضوع تعليم اللغة العربية عن بعد، واستفادة من التجارب القائمة حاليا. قانون الحرب أعدت الرابطة مشروعا متكاملا لإعداد موسوعة لحصر وتفسير الآيات والأحاديث المتصلة بالقانون الدولي الإنساني (قانون الحرب) لتنفيذه بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، خصوصا أن هذه المنظمة منذ نشأتها تقوم بدور كبير في تخفيف ويلات الحرب وحماية ضحايا المنازعات المسلحة، كما أنها تنشر في ربوع العالم مختلف الأحكام والأنظمة المتصلة بهذا الموضوع من مختلف الأنظمة القانونية وعلى رأسها الشريعة الإسلامية. واهتمت محكمة العدل الدولية بشتى الأنظمة القانونية الرئيسية في العالم التي تعد -وفقا للفقرة 3 من المادة 38 من النظام الأساس لمحكمة العدل الدولية- على رأسها الشريعة الإسلامية. وقد استكتبت في تاريخها الطويل العديد من الفقهاء المحدثين في القانون الدولي والعلاقات الدولية من مختلف الدول العربية والإسلامية، كما استضافت في مقرها في جنيف وفي أماكن أخرى عديدة، العديد من المؤتمرات والندوات العلمية تتصل بالقانون الدولي الإنساني في الشريعة الإسلامية. ولما كانت المنظمة تهتم بالعمل الموسوعي الذي يتناول بعمق وبشمول كافة المسائل التي تدخل في مجال القانون الدولي الإنساني، فقد رأت رابطة الجامعات الإسلامية استثمار هذه الفرصة؛ لإبراز موقف الإسلام في هذه القضية المهمة، خصوصا وأن الإسلام قد أسهم بسهم وافر في هذه القضية، لذلك أعدت الرابطة هذا المشروع الذي يستهدف الإحاطة بكل ما يدخل في القانون الدولي الإنساني من آيات القرآن الكريم، والسنة النبوية المطهرة، كما أن المشروع يتضمن أن تعطى الشروح المتفق عليها من المفسرين وكذلك علماء السنة النبوية. ولما كانت رابطة الجامعات الإسلامية تضم في عضويتها أكثر من 150 جامعة منتشرة في مختلف أنحاء العالم فهي مؤهلة للقيام بهذا العمل وتستطيع أن تجند له علماء من مختلف الجامعات الإسلامية: وتتشكل لجنة الإشراف العامة للمشروع من أربعة علماء من قيادات الصليب الأحمر ورابطة الجامعات الإسلامية، ويشترط التخصص في القانون الدولي الإنساني وفي الشريعة الإسلامية، وتختص اللجنة باختيار الآيات والأحاديث التي تتصل بالقانون الدولي الإنساني، وكذلك اختيار العلماء الذين سيقومون بالعمل في المشروع. أما لجنة القرآن الكريم التي تختص بتفسير الآيات التي تتصل بالقانون الدولي الإنساني أو قانون الحرب، فتتشكل من ثلاثة من علماء التفسير، ويمكن لها أن تستعين بمن تراه من المتخصصين والباحثين في التفسير بالاتفاق مع لجنة الإشراف العام. وتتكون لجنة السنة النبوية من عدد من العلماء المتخصصين في الحديث الشريف، وتختص بدراسة وتفسير الأحاديث الشريفة المتصلة بالقانون الدولي الإنساني وقانون الحرب، وللجنة أن تستعين بمن تراه بالاتفاق مع لجنة الإشراف العامة. أما لجنة المراجعة، فتختص بمراجعة الأعمال العلمية ولها أن تقوم بإدخال التعديلات التي تراها مناسبة على الأعمال العلمية. المعرض العلمي ويسعى مشروع إعداد المعرض العلمي لمشاريع التخرج بكليات الهندسة في الجامعات الإسلامية لدعم العقول الشابة المتفوقة والأعمال المتميزة، وتطوير العلوم الهندسية لدعم قاطرة التقدم والتنمية بالأمم الاسلامية، والربط الجيد بين الأعمال البحثية والتطبيقية والصناعة حتى يمكن توصيل هذه الأفكار -خاصة التطبيقية والبناءة منها- إلى رجال الصناعة سواء لتطويرها أو لتطبيقها مباشرة بما يعود بالنفع على الأمة. ويهدف المعرض إلى: تشجيع طلاب الجامعات الإسلامية على الارتقاء بمستوى مشاريع التخرج، وتشجيع الجامعات على دعم المشاريع الطلابية ذات الاتجاه التطبيقي، وتبادل المعلومات والخبرات بين طلاب الجامعات الإسلامية في شتى أنحاء العالم، وعرض أحدث البحوث والأفكار على رجال الأعمال ورجال الصناعة لتبنى التطبيقي منها، وربط الجامعات بالمجتمع والسعي وراء خدمة المجتمع، ووضع تصور للمشاريع المستقبلية من خلال ما يعرضه رجال الأعمال من مشاكل تنتظر الحل أو التطوير. مراكز التميز تبنت الرابطة برنامجا لتوأمة الجامعات الإسلامية الأعضاء بها من خلال «مراكز التميز» في الجامعات، وبدأت بالتعريف بهذه المراكز عن طريق إعداد قرص مدمج عن المركز وأهميته وخصائصه ومكوناته ومخرجاته العلمية والبحثية، وتبادل الأفكار والمعلومات عن «مراكز التميز» بالجامعات المختلفة، ونقل الخبرات والتكنولوجيات وتبادلها بين الجامعات ويمكن أن يكون ذلك نظير قيمة مالية تساعد في التطوير وإعداد برامج أخرى وفي نفس الوقت تكون نواة لإنشاء «مراكز التميز» في الجامعات الأخرى في مجالات متعددة.