شهد محيط سفارة خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة على كورنيش النيل أمس تجمع أعداد غفيرة من المصريين الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم لمواقف المملكة والملك عبدالله بن عبدالعزيز الداعمة لمصر .. وقال أحد المشاركين في التجمع ويدعى عبدالله أحمد: هذه المواقف الأصيلة انتشلتنا من اليأس بسبب الحرب التي شنها الإرهاب علىنا. وقالت سنية عبدالله (محاسبة بإحدى شركات): لم يكن الإرهاب فقط هو ما يقلقنا ولكن وقوف الدول الغربية إلى جانبة زاد من إحساسنا بشراسة الهجمة علىنا .. وقاطعتها ابنتها حسناء (الطالبة الجامعية) قائلة إن زيارة وزير الخارجية السعوي لباريس غيرت من الموقف الأوروبي لذلك لم تجرأ أوروبا على قطع المساعدات عنا. وأشادت الأمانة العامة للجامعة العربية بالموقف الوطني والقومي للمملكة وخادم الحرمين الشريفين والمبادرة بالتحرك على كافة المستويات وتقديم كل أشكال الدعم السياسي والاقتصادي رأت أن هذه الجهود «المباركة» كان لها الأثر الكبير وأثمرت عن تغيير وتعديل بالموقف الأوروبي. واعتبرت أنها أسهمت في تراجع الأوروبيين عن تبني أية إجراءات ضد مصر، وانعكس ذلك على البيان الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين الذي جاء متوازنا إليى حد كبير وأدان لأول مرة الأعمال الإرهابية التي نفذتها عناصر جماعة الإخوان، والتي طالت المنشآت والأجهزة الحكومية والكنائس إلى جانب أفراد الأمن.. ومن جانبه، أشاد المجلس المصري للشؤون الخارجية أمس الخميس، بمواقف المملكة ملكا وحكومة وشعبا والذي جاء مساندا وداعما للحكومة والشعب المصري في حربه ضد الإرهاب والمؤامرات التي تحاك ضد مصر، وقال السفير محمد إبراهيم شاكر رئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية في رسالة بعث بها إلى السفير أحمد القطان سفير المملكة في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، إن المواقف النبيلة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه مصر وشعبها إنما تعبر عن موقف عربي أصيل يؤكد دوما على روح التضامن والتماسك العربي لنصرة قضايا العرب والعروبة، وإن كلمته الأخيرة التي أكد فيها دعم بلاده لمصر لقيت ترحيبا وتقديرا واسعا في مصر على المستويين الشعبي أو الحكومي، ودعا السفير شاكر السفير قطان إلى زيارة المجلس حيث يود أعضاؤه توجيه التحية والتقدير إلى المملكة بهذه المناسبة، وهي مواقف ليست مستغربة من الحكومة والشعب السعوي، وأشاد بمواقف دولتي الإمارات العربية المتحدة والكويت التي تعبر عن وجود تيار إقليمى عربي مساند لمصر في حربها ضد الإرهاب. ورأى دبلوماسيون مصريون في اقتصار الموقف الأوروبي على إصدار بيان يتضمن مجموعة استخلاصات حول الأوضاع في مصر انتصارا للدبلوماسية السعودية .. فيما عبر دبلوماسي مصري مسؤول عن تقدير القاهرة للدور الذي قامت به المملكة منذ مبادرة خادم الحرمين الشريفين التي صدرت يوم 14 أغسطس .. وقال السفير ناصر كامل «مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية» أن مصر ستظل تنظر بكل تقدير لهذا الدور الذي اضطلعت به المملكة على كافة المستويات، وأنها لن تنسى الجهد الذي بذلته الدبلوماسية السعودية للدفاع عن مصر والإعلان الواضح الصادر بهذا الخصوص عن وزير الخارجية سمو الأمير سعود الفيصل وتحذيره من أية إجراءات أو عقوبات يتخذها الاتحاد الأوروبي ضد مصر .. وقال السفير هاني خلاف مساعد وزير الخارجية السابق للشؤون العربية أن الدور السعودي برز بقوة من خلال التحرك على الساحة الدولية والإلقاء بثقله خلف مصر، وهو ما شكل رسالة واضحة للجميع بأن مصر ليست وحدها، وأن المملكة لن تتوانى عن توفير كل أشكال الدعم والمساندة لها.. ودلل خلاف علي أصالة الموقف السعودي أنه أعاد إلى المصريين ذاكرة انتصار أكتوبر المجيد وانحياز المملكة بقيادة الملك فيصل إلى جانب جيشها في حربه لتحرير سيناء وتوفير كل أشكال الدعم والمساندة، واستخدام سلاح النفط الذي هز العالم الغربي .. وبدوره الدكتور علي الصاوي «أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة» أن الموقف الأوروبي كان متوقعا بعد أن ألقت السعودية بثقلها بكل قوة وراء الموقف المصري ووجهت رسالة واضحة من جانب خادم الحرمين الشريفين بأنها لن تسمح ولن تقبل بأية إجراءات تستهدف مصر، والأكثر من ذلك أن الدول العربية لن تتوانى في دعمها وتعويضها عن أية مساعدات غربية إذا ما تعرضت هذه الأخيرة لأية قرارات تنال منها.. واعتبر السفير الدكتور جمال بيومي «مساعد وزير الخارجية السابق والأمين العام لاتحاد المستثمرين العرب» أن هذه الخطوة لن يقتصر مردودها على الجانبين السياسي والأمني فحسب وإنما سيمتد إلى الجانب الاقتصادي خاصة بعد أن ألقت المملكة بثقلها السياسي والاقتصادي وراء مصر. ولفت إلى أنه سيكون له مردود على الاقتصاد المصري سواء من حيث الدعم العربي الذي جسده موقف المملة ودول خليجية أخرى، أو نجاحها في استمرار الدعم الأوروبي وفقا لحزمة المساعدات التي تقدمها دول الاتحاد إلى مصر بموجب اتفاقية المشاركة. وأكد أن تراجع الموقف الأوروبي عن التشدد تجاه مصر تجلي فيما جرى من تصريحات أبان زيارة وزير الخارجية سمو الأمير سعود الفيصل وحرص الرئيس الفرنسي على التقائه على سلم قصر الإليزيه، وكذا مواصلة وزير الخارجية السعودي مشاوراته مع الدول الأوروبية قبيل انعقاد المجلس الوزاري مما كان له الأثر الإيجابي على الموقف النهائي خاصة بعد الرسالة البالغة القوة والوضوح من جانب خادم الحرمين الشريفين إلى سائر دول العالم..