مهمة المسح الجوي للحدود السعودية المحاذية للجمهورية اليمنية الشقيقة، والتي ينفذها طيران الأمن بوزارة الداخلية من حين لآخر، بالتنسيق مع القطاعات الأمنية المعنية بأمن الحدود، جعلتنا ونحن نرافق إحدى الطائرات نشعر أكثر من أي وقت مضى بالجهود المبذولة من أجل حماية الوطن من المهربين والمتسللين والعابثين، إضافة إلى أن الطلعة الجوية التي استغرقت أكثر من سبع ساعات لمسح الحدود البحرية المحاذية لمنطقة جازان، مكنتنا من الوقوف على عملية التنسيق بين أجهزة وزارة الداخلية، وأهميتها في تحقيق نجاحات غير مسبوقة، بدعم ومتابعة وحرص صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، الذي أولى أمن الحدود اهتماما غير مسبوق بهدف ترسيخ الاستقرار الذي تنعم به المملكة ولله الحمد، وفق رؤية حكيمة قادت إلى تفعيل دور طيران الأمن بهذا الوضع الذي هو عليه الآن كخيار استراتيجي يمثل قوة إضافية لكيان وزارة الداخلية. مراقبة الطقس قبل أن تأخذنا إحدى طائرات الأمن في عملية المسح الجوي، تحدثنا مع عدد من منسوبي قاعدة طيران الأمن بمنطقة عسير، عن مراحل إعداد الطائرات للطلعات الجوية، إلا أن الوقت لم يسعفنا وطلب منا التوجه للطائرة، وبعد عودتنا عند الساعة الثانية ظهرا، كان في استقبالنا الرائد ممدوح الدبيان مسؤول العمليات في القاعدة الذي رافقنا في جولة على جميع إداراتها وأقسامها، لتنتهي بنا الجولة في قاعة المحاضرات المجهزة بأحدث التقنيات، وهناك وجدنا مجموعة من الطيارين منهمكين في نقاشات حول كثير من جوانب العمل في القاعدة مع عرض لإحدى الطلعات الجوية، وقال الرائد الدبيان إن تقارير عن الأحوال الجوية ترد يوميا إلى القاعدة تحدد اتجاه الرياح والرؤية والسحب الرعدية، إضافة لجدولة الرحلات، ومواعيد إقلاعها وحالة الطائرات، وهل هي جاهزة للطيران أم تحتاج لنوع من الصيانة، مشيرا إلى أنه يحدد يوميا موضوع للنقاش يتعلق بالطائرات وبعض طلعاتها لتنفيذ المهام سواء في عملية الإنقاذ ونقل المرضى، أو مسح الحدود البرية والبحرية، مبينا أن أية تعليمات أو أوامر جديدة تطرح عند الساعة الثامنة يوميا على جميع الطيارين من خلال هذه القاعة، لافتا إلى أن من ضمن مراحل العمل في القاعدة مناقشة سير عمل بعض الرحلات الجوية من حيث الإيجابيات والسلبيات، وطرح بعض النقاط التي كان بالإمكان تلافيها، موضحا أن قائد الطائرة التي أقلتنا في رحلة مسح بحرية ومساعده والملاح سيتناقشون ويعدون تقريرا مفصلا عن خط سيرها ومن ثم ستعرض من خلال قاعة المحاضرات على جميع الطيارين، من منطلق أن الخبرات قد تكتسب عن طريق الاستماع لتجارب الآخرين. الرحلات التدريبية وأوضح الرائد الدبيان أن رحلات تدريبية تنفذ بشكل مستمر، إلا أن الأولية تأتي دائما لطلعات الإنقاذ أو ما يستدعيه أي وضع يهم الوطن والمواطن، حتى أن الأمر قد يصل إلى إلغاء الطلعات التدريبية، وأشار إلى أن هذه الرحلات التدريبية تكون مجدولة لمدة أسبوع ولا تخضع لظروف الأحوال الجوية، مضيفا أن طلعات جوية تتعلق بعمليات إنقاذ وتدريب يتم تأجيلها بسبب الأحوال الجوية، وقال إن قاعدة طيران الأمن تشارك جميع الطيارين في الطلعات التدريبية، على أن يضع قائد الطائرة ومساعده والملاح سيناريو معينا للطلعة الجوية يتضمن رسم خطة عمل لتنفيذها، وكيفية التعامل مع هذه الظروف المرسومة، وبعد العودة تناقش ظروف الرحلة كاملة. التواصل مع المجتمع وأكد مسؤول العمليات في قاعدة طيران الأمن بعسير، على أن المسؤولين في القاعدة حريصون على التواصل مع مختلف شرائح المجتمع من خلال تنفيذ برامج زيارات مجدولة لطلاب الجامعات والمدارس لجميع قواعد طيران الأمن بالمملكة، مشيرا إلى أنه يتم تقديم شرح كامل للزوار عن طيران الأمن بوزارة الداخلية، ومهامه الإنسانية والأمنية تصب جميعها في خدمة الوطن والمواطن، مضيفا أن كثيرين أصبحوا يعون الدور الكبير الذي يلعبه طيران الأمن من خلال المشاركة في عمليات الإنقاذ أثناء هطول الأمطار أو نقل المرضى، أو المهام الحالية في مسح الحدود البرية والبحرية. صيانة الطائرات رافقنا الرائد الدبيان إلى قاعة الصيانة القريبة من مهاجع الطائرات، والمخصصة للعاملين في الصيانة، وقال إن مهمة الطيار هي الإقلاع بالطائرة وفق جداول معينة، إلا أن دور الصيانة يبقى مهما للغاية خاصة وأنه يعتمد على ساعات الطيران، مع ملاحظة أن جميع العاملين في مجال صيانة الطائرات يلتقون بضابط الصيانة عند الساعة الثامنة من صباح كل يوم لمناقشة حالة جميع الطائرات ومواعيد إقلاعها وهبوطها، وتحديد الأولويات، وتناول الحديث ضابط الصيانة الذي أوضح بأن العمل يتم وفق جدولة مسبقة، وأوضح أن ملاح الطائرة يقوم بدور فني الصيانة ويكون على اتصال مباشر مع القائد ومساعده. التدريب العالي وبين ضابط الصيانة أن جميع العاملين في صيانة الطائرات من خريجي الولاياتالمتحدةالأمريكية وأستراليا، ومنهم من تخرج من معهد الدراسات، لافتا إلى أنهم يتلقون دورات تدريبية متواصلة تتناسب وحجم الطائرات التي يزود بها طيران الأمن بوزارة الداخلية، إضافة إلى الدورات اليومية التي تأتي من واقع الوضع المعاش للطائرات وطلعاتها الجوية، حسب ساعات الطيران وأمور السلامة المتعلقة بتمشيط المهبط، وصيانة الطائرات قبل وبعد الإقلاع وفق جدولة يومية معتمدة، مضيفا أن من ضمن مهام الصيانة سحب الطائرات إلى المدرج وتجهيزها للطيارين. تطور سريع وأكد قائد طيران الأمن بوزارة الداخلية اللواء طيار محمد الحربي، أن هذا الجهاز شهد خلال فتره وجيزة تطورا كبيرا، إذ خرج من شرنقة المهام المحدودة ليصبح أكثر استجابة للمستجدات والمهام المساندة على مستوى كافة قطاعات الدولة، مؤكدا أن طيران الأمن أضحى لا يقاس بمستوى منظمته الآلية والإدارية فحسب بل أيضا بمدى ما يقدمه للوطن والمواطن، موضحا أن تفعيل دور طيران الأمن بهذا الوضع الذي هو عليه الآن يعد خيارا استراتيجيا يمثل قوة إضافية لكيان وزارة الداخلية للوصول إلى أعلى المستويات في الأداء والإنجاز ليس على مستوى وزارة الداخلية فحسب بل على كافة مستويات قطاعات الدولة. دعم لا محدود وقال إن الدور المتميز لطيران الأمن لم يتحقق إلا من خلال الجهود الكبيرة والمخلصة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ومن خلال توجيهات سموه السديدة باستقطاب أحدث الطائرات وحث الجميع على توحيد الجهود وحشد الطاقات والإمكانيات لتحقيق الآمال والطموحات والتطلعات وتلبية الاحتياجات بما يخدم أهداف وتطلعات حكومة خادم الحرمين الشريفين، مؤكدا أنه وإدراكا من صاحب السمو الملكي وزير الداخلية لتحديات هذه الحقبة الجديدة فقد رأى الجميع سعي سموه الحثيث في إزالة العقبات وحل الصعوبات التي نواجهها وتسخير جل وقته وجهده للرقي بمستوى طيران الأمن وحث منسوبيه على المساهمة بفعالية وإيجابية للوصول إلى أعلى مستويات الإنجاز والإتقان وفق إدارة حكيمة من سموه تنم عن رؤية ثاقبة وكفاءة عالية ومهارة فذة تتوج دائما بالنجاح.