بجوار صناعية الكعكية في مكةالمكرمة هناك حلقة للخضار والفواكه يديرها سعوديون يعملون طيلة أيام الأسبوع، بدون إجازة ولا عطلة، حيث يستمرون في البيع المتواصل بعيدا عن أسرهم ما يشكل ضغوطا نفسية عليهم. وأجمع عدد من الباعة في صناعية الكعكية أن ظروف المعيشة تجبرهم على البيع لساعات طويلة في الليل وهم لا يتمتعون بالعطل الأسبوعية. وفي هذا السياق، أوضح البائع مفلح القحطاني أن الظروف لها النصيب الأكبر وقال «إنني أعول أسرة كاملة بعد وفاة والدي، لا أجد طريقة للصرف عليهم إلا بالكدح والعمل الشاق، فأنا أمتلك عملا آخر إلى جانب عملي هذا، ولا أكاد ألقى ساعة أو ساعتين للراحة، ويومي أصبح ممتلئا بالكامل، ولا أعرف طعم الأعياد ولا العطل الأسبوعية، حيث إن أيامي متشابهة إلى حد بعيد». وأضاف القحطاني «الحاجة لكسب لقمة العيش جعلت أيامي متشابهة ذات روتين واحد، وسبق أن بحثت عن عمل ثابت ولكن لم يوفقني الله وأتمنى أن أجد عملا يناسب مؤهلاتي حتى أرتاح وأشعر بطعم الحياة». واستطرد بقوله «بالكاد أصرف على عائلة مكونة من ثمانية أفراد، ولا أخفيكم أن أخي يسلك نفس النهج والطريق، ونحن لا نقبل صدقات أهل الخير، نحن نقدرهم ونشكرهم ونأمل من الله أن يتمم لهم الأجر فيما يفعلون، لكننا نجني قوت يومنا بأيادينا وبعرق جبيننا». ومن جهته، أوضح البائع على الرشيدي «إنني أقبل جبين رأس كل شاب سعودي حينما أراه يعمل في مثل هذه الأعمال، وشبابنا أكفاء ويستطيعون إثبات جدارتهم ويمتلكون مواهب وحرفا تستحق الإعجاب». وفي نفس السياق، أوضح محمد معتوق، أحد الذين يتواصلون من بسطات صناعية الكعكية بقوله «لن نخسر شيئا إذا وفرنا لشبابنا فرصا أكثر ومنحناهم نفس الثقة التي نمنحها للأجنبي، إنهم ثروة المستقبل وإنني أجزم بأننا لو منحنا الفرصة للكوادر الشابة فإننا سنزاحم الدول العالمية في نهضتها وتطورها، نحن نحتاج الأفكار العصرية التي سيقدمها هذا الجيل الصاعد، وأنا أثق بأن الشباب السعوديين أكفاء لمثل هذه المهام وأنهم لن يخيبوا أملي فيهم، إن كلامي هذا ليس عن فراغ بل ترجمة لشباب كثيرين عرفتهم وسررت بالعمل معهم».