اعتبر سياسيون وخبراء مصريون أن دعم خادم الحرمين الشريفين لموقف مصر ضد الإرهاب بداية مقدمة لعودة التضامن العربي مجددا على العديد من القضايا التي تشكل خطرا على الأمة العربية، وأشاروا في تصريحات تهم ل «عكاظ» إلى أن الدليل على ذلك هو إعلان عدد من الدول العربية تبنيها لموقف المملكة الجمعة، التى حظيت بحفاوة وترحيب وشددوا أن خطابه غطى ثلاثة محاور رئيسية أولاها دعوة الدول العربية لدعم ومساندة مصر في أزمتها الحالية، وثانيها توجيه رسالة واضحة محذرة التدخل في شؤون مصر، والذي اعتبره الخطاب تدخلا «يوقد الفتنة»، أما المحور الثالث في خطاب الملك عبدالله هو عرضه الوقوف بجانب الأزمة المصرية بشكل واضح ضد ما أسماه «الإرهاب»، بعدما صرح أن استقرار مصر يتعرض لمحاولة فاشلة لضرب وحدته. وثمن عمرو موسى المرشح الرئاسي السابق دعم المملكة لمصر في هذا الوقت الصعب، وقال «هذا طبيعي جدا من المملكة وخادم الحرمين الشريفين الذي لا يمكن أن يتخلى عن مصر، كما لا يمكن لمصر أن تتخلى عن السعودية»، واستنكر عمرو موسى، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية ما وصفها بالأعمال التخريبية التي قامت بها عناصر تنظيم جماعة الإخوان في القاهرة وفي جميع محافظات الجمهورية. وأكد السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق ورئيس حزب المؤتمر، أن موقف المملكة من الأحداث الجارية بمصر كان متوقعا وليس جديدا عليها وهو رد قوي على محاولات التدخل في الشأن الداخلي لمصر، لافتا إلى أن مثل هذا التأييد من شأنه دعم الموقف المصري وخاصة من دولة شقيقة طالما ساعدت مصر ووقفت إلى جوارها. من جهته أكد حسين هريدي مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، أن مواقف المملكة دائما مشرفة وتقف بجانب مصر في الأوقات الحرجة والصعبة -على حد تعبيره، مشيرا إلى أن موقفها أمس الأول يعيدنا لموقف المملكة وقت أزمة 1973، ووقت النكسة 1967 ، قائلا «الرياض ساندت مصر على امتداد أربعة عقود». ويقول الدكتور أسامة الغزالي حرب الأستاذ الأسبق للعلوم السياسية والخبير الاستراتيجي الكبير وئيس حزب الجبهة الديمقراطية إن ما تشهدة مصر حاليا نتيجة طبيعية لحكم الجماعة وما نفذته كان الهدف منها خدمة أهداف أعداء الإسلامية وها هي الجماعة التي كانت تحمل شعار الخير لمصر أثبتت الأيام أنها كانت تحمل الشر لمصر. وقالت أستاذة العلوم السياسية نهي بكر إن موقف المملكة الداعم لمصر يعيد إلى الوطن العربي أجواء التضامن العربي المفقود، إذ أعلنت عدد من الدول العربية دعمها لموقف مصر بعد كلمة خادم الحرمين. من جهته أكد رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط الدكتور محمد مجاهد الزيات أن رسالة خادم الحرمين الشريفين جاءت في توقيت مهم للغاية بالنسبة للحكومة والشعب المصري، وأضاف الزيات أن موقف خادم الحرمين الشريفين يعبر عن توافر مظلة إقليمية لمساندة مصر في مواجهة الضغوط على مصر، كما أنها رسالة داعمة لكل إجراءات الحكومة في مواجهة الإرهاب، وهذا ليس بغريب أبدا على خادم الحرمين الشريفين. وقال الدكتور صالح بكر الطيار رئيس مركز الدراسات العربي الأوروبي في باريس والمحامي الدولي المعروف: لا شك أن مصر تتعرض حاليا لمؤامرات كبرى من أجل تدميرها وتدمير قدرتها باعتبارها قوة لا يستهان بها في المنطقة في ظل تنفيذ جماعه الإخوان المسلمين أجندات دولية معروفة كما أؤكد أن تلك المؤمرات التي تستهدف مصر لن تنال أبدا منها لا سيما بعد إعلان خادم الحرمين الشريفين دعمه لمصر أمام الإرهاب. من جانبه دعا الدكتور رمضان عبدالحق مستشار مفتي مصر جموع الشعب المصري العظيم إلى الوقوف صفاً واحداً ضد دائرة العنف القميئة التي أطلت برأسها على أرض الكنانة في هذه الأيام، مشدداً على أن ما يحدث في شوارع مصر من إزهاق للأرواح وإحراق للمنازل ولمؤسسات الدولة واعتداء على دور العبادة، من الكبائر التي نهى الشرع عنها واستنكر مستشار المفتي وهو من علماء الأزهر، بشدة في تصريحات ل «عكاظ» في القاهرة الاستهانة بالدماء التي سالت على مدار الأيام الماضية، وقال إن هناك بالفعل مؤمرات على مصر من الداخل والخارج وأن جماعة الإخوان المسلمين تآمرت مع الخارج بهدفه تدمير مقدرات الشعب المصري. كما استنكر، بشدة، الزج بورقة الطائفية المقيتة إلى الأزمة السياسية الراهنة، بهدف تقويض قيم العيش المشترك بين أبناء الوطن الواحد. وأكد أن المصريين سيظلون مؤمنين أن قوة مصر وأشقائها في وحدتهم، مشيرا إلى أن مصر تتصدى اليوم للإرهاب نيابة عن الوطن بأكمله، مهما كانت التضحيات ومهما تكاثر المتخاذلون، لأن مجرد التفكير في سقوط مصر في قبضة الإرهاب، هو مؤشر على ضياع الوطن العربي بأكمله. وأعرب حزب التجمع، في بيان صادر عنه، عن شكره للسعودية والإمارات على وقفتهم الشجاعة إلى جانب مصر وشعبها، قائلا إن الشعب المصري لن ينسى هذا الموقف الشجاع.