رأى عدد من أهالي قرى وادي حلي (75 كلم جنوب القنفذة) أن عيد الفطر انقضى دون أن يحتفلوا به، مرجعين السبب إلى عدم وجود خطة مسبقة من قبل الجهات المعنية بمركز حلي للاحتفال بالعيد السعيد أسوة بباقي المحافظات والمراكز. ووصفوا مظاهر العيد في قراهم ب«الباهتة" بلا ملامح، لا يميزها سوى بعض الاحتفالات الخاصة لبعض الأسر والعوائل أو مجموعة تطوعية من بعض الشباب وفي نطاق محدود. واتهم مواطنون الجهات المعنية بالتقصير وتجاهل مشاعر المواطنين في تنظيم احتفالات تليق بالمنطقة تعبر عن العيد السعيد.ويؤكد محمد العمري انه على الرغم من كبر منطقة وادي حلي التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 60 ألف نسمة يقطنون في أكثر من 300 قرية الا انه لا يوجد متنفس واحد يتوجه إليه الأهالي خلال أيام عيد الفطر السعيد والمناسبات المختلفة، في ظل ندرة الحدائق والمنتزهات المتكاملة التي يجد فيها المواطنين ضالتهم للتنفيس عن همومهم خلال أيام عيد الفطر السعيد او اقامة مهرجانات واحتفالات تشمل العديد من البرامج الهادفة وتمثيل التراث العريق الذي يمتاز به وادي حلي.وذكر العمري أنه لا يوجد في قرى حلي سوى حديقة واحدة صغيرة جدا غير صالحة مطلقا لجلوس العوائل، مشيرا إلى أنها مكشوفة تماما للشارع العام وللسوق الأمر الذي سيجعل العوائل عرضة لتطفل المعاكسين من الشباب والمارة. وأشار العمري إلى أنه كان من الأجدى أن تنظم الجهات المعنية في حلي احتفالات للتعبير عن مظاهر العيد السعيد وإظهار التراث الشعبي للمنطقة التي يخترقها الطريق قرى وادي حلي الساحلي (جدة/القنفذة/جازان). ويرى علي الكيادي أن حاجة قرى وادي حلي للحدائق والمنتزهات والاحتفالات ظاهرة للعيان منذ زمن بعيد وذلك بضرورة اعتماد بلدية حلي وبشكل عاجل لحديقة كبيرة خارج النطاق العمراني على الطريق الساحلي وبمساحة شاسعة جدا في ظل وجود الأراضي البيضاء وذلك لاحتضان الأسر خلال إجازة العيد السعيد وعيد الأضحى المبارك والمناسبات والاحتفالات المختلفة. وذكر أن الحديقة اليتيمة الموجودة بحلي لا ترتقي إلى طموح الأعداد الهائلة من العوائل المشتاقة لمتنفس يروح عنها خلال أيام العيد السعيد نظرا لصغر حجمها وبعدها عن الخصوصية للعوائل وخطورتها على الأطفال لوجودها على شارع عام يكتظ بالسيارات المسرعة. وبين حسن الصحبي أن الكثير من العوائل تفضل قضاء اجازة العيد في مدينة القنفذة لتوفر عوامل الجذب السياحي فيما يفضل البعض الاستسلام لهدير المكيفات وضجيج الأطفال الذين لم يجدوا الا المنزل للفرح بالعيد فيما يفضل الشباب الذهاب الى المقاهي والاستراحات لشرب الشاي ولعب الورقة ومتابعة الفضائيات. وطالب الصحبي بإقامة المهرجانات الهادفة والعروض الشعبية والندوات والألعاب و المسابقات الهادفة لاستقطاب أكبر عدد من أفراد المجتمع لاستثمار طاقتهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة ويروح عن أنفسهم حتى يعيشوا الفرحة الكبرى بالعيد السعيد، مقترحا إقامة تلك الفعاليات في ساحة البلدية التي اعدت لهذا الغرض الا انها اصبحت حاليا شاحبة اللون.فيما أكد أحمد الدرهمي أن الزائر للمنطقة خلال أيام عيد الفطر السعيد وعيد الأضحى المبارك والمناسبات المختلفة يستغرب عدم وجود متنفس لأهالي قرى حلي (أقدم وأكبر قرى محافظة القنفذة)، لأن الحديقة الصغيرة الموجودة حاليا لا تفي بالغرض بل هجرتها العوائل الى غير رجعة مطالبا بلدية حلي بضرورة إنشاء حدائق نموذجية لخدمة قرى حلي بحيث تكون مقسمة للعوائل والعزاب وكذلك ضرورة استثمار الشواطئ الساحلية المحاذية لقرى ساحل حلي والصلب وبني يحيى بتهذيبها وإنارتها ومد السفلتة إليها والاهتمام بها حتى تكون متنفسا دائما للأهالي للترويح عن أنفسهم خلال أيام العيد السعيد وممارسة هواياتهم المحببة. في المقابل، أكد مصدر مسؤول في بلدية حلي ل«عكاظ» أن البلدية تجهز حاليا كورنيش حلي الغربي وإيصال الطريق إليه بالإضافة الى العمل الجاري في إنشاء حديقة على الطريق الساحلي لتكون متنفسا للأهالي.