يعد الطرب الشعبي مرآة تعكس ثقافة الشعوب والمجتمع وأسلوب حياة أفراده، ويذكر أن قدماء المصريين في عهد الفراعنة هم من ابتكروا الأغنية الشعبية، ومع مرور الزمن تطورت هذه الفنون عبر العصور، وعلى الرغم من تطور وسائل الاتصالات عبر الإنترنت وانتشار برامج الاستديو الموسيقي ودخول (البوب) و(الروك) وال(دي جي) على العالم العربي في وقتنا الحاضر، إلا أن الفلكلور الشعبي غالبا ما يطغى في مناسبات الأفراح في المملكة عن سواها من وسائل الفنون الأخرى الحديثة. الفلكلور الشعبي يعد من أهم الدلالات الحضارية في تاريخ الإنسان، فهذه الأهازيج البسيطة والعروض والرقصات الشعبية في طياتها حضارة دلت على وعي وتقدم أهل المنطقة المنتمية لها هذا الفلكلور، فكل منطقة تتميز بصفات في أنواع الفلكلور المختلفة ولكل منطقة نمط خاص في هذا المجال، ويتمثل الفلكلور النجدي على سبيل المثال بأهازيج متعددة كالعرضة النجدية والسامري، وفي منطقة الحجاز تبرز (لعبة المزمار) ويعود تاريخها إلى أيام الحكم الفاطمي وتشتهر بها مدينتا مكةالمكرمةوجدة، وكان (المزمار) لونا من ألوان الفلكلور يصاحبه أغاني الفخر والمديح، فيما تحتل الخطوة والعرضة الجنوبية قمة الفنون الشعبية في المنطقة الجنوبية وهي عبارة عن الضرب على (الصفيح) تكون على شكل صفين متشابكين، فيما يرقص المدون بهز المنكبين، وهناك لون آخر وهو لون الربخة التهامية ويكون بنفس الطريقة مع استخدام مزمار الراعي. واعتبر المواطن عبدالوهاب محمد أن الفلكلور الشعبي نوع من الفنون المتوارث من الأجداد في منطقة الحجاز، وتؤدى رقصة المزمار في مناسبات الزواج والأفراح وهي من أشهر الرقصات التراثية بالمملكة عامة وفي منطقة الحجاز خاصة. وأضاف «الأفراح بمدينة جدة تتجه دائما نحو الفلكلور الشعبي، وهذا الأمر يذكرنا بجيل الأجداد ويعزز لدينا روح وعبق التاريخ القديم والزمن الجميل الذي يجب علينا جميعا المحافظة عليه من الانقراض والاندثار». من جهته، أوضح عبدالرزاق بابطين بأن (الصهبة) و(المزمار) من أهم ألوان الفنون الشعبية المعروفة في جدةومكة، وما زالتا قائمتين ويتوارثهما الأجيال جيلا بعد آخر»، ويضيف «لون (المجس) من الألوان الغنائية التي تنفرد بها المملكة عن غيرها من بلدان العالم العربي، وهذا اللون يعد امتدادا للصوت الحجازي، ومع مرور الزمن تطور المجس بتطور المجتمع من حيث الكلمات والأداء حتى أصبح يتغنى به في بعض الأغاني الخليجية الحديثة». ويتحدث أحمد عمر عن أن الأحياء القديمة فيها مواهب عدة، وفي كل عيد أو مناسبة لأحد سكان الحي نؤدي الرقصات الشعبية، خاصة أن جدة مشهورة بالموروثات الشعبية مثل المزمار، العرضة، الحربية، الخبيتي وغيرها من الرقصات الشعبية التي تشتهر بها المملكة، ويضيف «فكرنا في إطلاق فرقة للفلكلور الحجازي الشعبي، وكنت متحمسا لها جدا وبدأنا ب25 شخصا، وكنا نقوم بعمل بروفات خاصة لبعض الرقصات الشعبية وبعدها استخرجنا تصريحا من الجهات المعنية، وتم فتح مكتب لإحياء المناسبات العامة والأفراح بحيث نقوم بتجهيز طاقم مقدمي القهوة وتوفير الكراسي والمفارش وأيضا الفرقة الغنائية وغالبيتنا موظفون في القطاع الخاص». وعن المشاركة في الحفلات والمناسبات والمهرجانات قال «عددنا في الفرقة يسمح أن نتوزع على أكثر من مناسبة حسب الطلب، وعدد أفراد الفرقة حاليا نحو 100 شخص، وهم فقط من يؤدون الأغاني والرقص الشعبي، وبالنسبة للمباشرين فنحن نتفق معهم وفق المناسبة، وعن المبالغ التي يتقاضونها قال: حسب عدد أفراد الفرقة المشاركة وتتراوح ما بين 4500 7500 ريال، وكلما زاد عضاء الفرقة تزيد القيمة إلى أن تصل إلى أكثر من 13 ألف ريال، وأجرة (المباشر) تراوح ما بين 100 250 ريال.