بقيادة سابك، وبعد استئناف التداولات عقب إجازة عيد الفطر المبارك، نجح مؤشر الأسهم السعودية بقيادة السوق وارتفع إلى نقطة 8150 نقطة تقريبا، حيث صعد سعر سهم سابك إلى قرب مستويات 97 ريالا، ولكن ما لبث أن واجه موجة من البيع قلصت المكاسب على السهم وعلى كل قطاعات السوق. ويبدو واضحا أن السوق ينهج نهجا خاصا به بعيدا عما يحدث في الأسواق العالمية، فالارتفاعات القوية التي حدثت في تلك الأسواق والبيانات الاقتصادية القوية التي دفعتها لم يواكبها مؤشر تاسي، ربما لاختلاف أسباب الصعود، حيث قادت أسهم التكنولوجيا ارتفاعات الأسواق في الولاياتالمتحدة واليابان. لكن هذا الوضع لا نستطيع القول إنه يفصل ما يحدث في تلك الأسواق تماما عما يدور في سوق الأسهم السعودية، فالتأثير المباشر يختلف من فترة إلى أخرى طبقا لأهمية الأسباب التي أثرت بتلك الأسواق بشكل عام، فالأزمة المالية العالمية خلال السنوات الماضية أثرت بشكل مباشر على مؤشر سوق الأسهم السعودية وذلك لارتباط النظام المصرفي السعودي بشبكة تعاملات واسعة مع تلك الدول، حيث كانت مخاوف من أن يحدث للمصارف السعودية ما حدث للكثير من المصارف العملاقة هناك. وهذه المقدمة هي محاولة لفهم سلوك مؤشر السوق السعودية بشكل مختصر ولماذا لم يواكب ما حدث في الأسواق العالمية، ربما يكون الأمر جيدا إلى حد ما أن يكون هناك تباينا في حركة الأسواق حيث إن بقاء السوق السعودي بمسار أفقي لفترة طويلة أعطى فرصا جيدة لجذب السيولة المهاجرة والتي حققت مكاسب من تلك الأسواق للشراء بأسعار مغرية وبمكررات ربحية مغرية أيضا، لذلك فإننا ننتظر ثمار ذلك الصبر والانتظار بوثبات متتالية لمؤشر السوق في ما تبقى من هذا العام والعام المقبل. المتوقع من الناحية الفنية ووفقا لتداولات أمس أن يحافظ المؤشر العام على مستويات 8045 نقطة، بيد أن كسر هذه النقطة يتيح للمؤشر مواصلة عمليات جني الأرباح والوصول لنقطة 7950 نقطة لبناء موجة صاعدة جديدة تستهدف اختراق مقاومة 8150 نقطة لاستهداف مقاومة جديدة تقع ما بين 8230 وحتى 8420 نقطة خلال الأسابيع المقبلة. وبنظرة على سهم سابك نجد أن سعر 95 ريالا أو 94.75 أصبحا دعما قويا للسهم، فيما يمكن أن تؤثر بعض الأسهم الأخرى مثل سافكو وجرير وإعمار في مؤشر السوق سلبا وذلك لتضخم المؤشرات الفنية في تلك الأسهم وارتفاع مخاطر الشراء نسبيا بها. ونتوقع أن يسهم سهم سابك في تخفيف حدة جني الأرباح على تلك الأسهم، فالسهم لايزال محافظا على زخمه الصاعد الذي يستهدف على الأجل القريب مستويات 102 ريال.