تحتضن قرى جنوبيالطائف في المركز بني سعد خلال إجازة عيد الفطر، كثيرا من أبنائها الذين يعيشون في أنحاء المملكة، فقرى بالحارث، بني مالك، ثقيف، قيا، شقصان، سديرة، السر ووادي ليه وغيرها تغص خلال المناسبة السعيدة بشبابها ورجالها الذين تركوها للالتحاق بالوظائف في مناطق أخرى، إلا أنهم يستغلون الأعياد والمناسبات للعودة إلى قراهم، يقودهم إليها الحنين، والشوق إلى مراتع الصبا، فتنظم الاحتفالات والتجمعات يتجاذبون فيها أطراف الحديث، وتقام الولائم في كل مكان في مخيمات أعدها الأهالي مسبقا لهذه المناسبة، ويستعيد فيها الشباب والأهالي العادات القديمة التي يتوارثونها، مستغلين تلك التجمعات لغرسها في الأجيال الجديدة حتى تستمر بتعاقب الزمن، فضلا عن دور تلك الجلسات في تعزيز الروابط بين أبناء المجتمع وصلة الرحم التي حث عليها ديننا الإسلامي. ووصف أحمد بالعون اللقاءات التي يجريها أهالي قرى جنوبالطائف في العيد، ب«الجميلة والإيجابية» لدورها في تعزيز الروابط بين أبناء المنطقة الواحدة، ملمحا إلى أنه يحرص على حضورها مهما كانت التزاماته. وقال العون «في تلك الاجتماعات نلتقي زملاء وأقارب لم نرهم منذ مدة، لانشغال كل واحد منا بأمور الحياة، ونتناقش في كثير من الأمور الحياتية، منها بحث توفير الخدمات الأساسية لقرانا، كتعبيد الطرق والاتصالات التي تعاني منها قرى جنوبيالطائف»، متمنيا أن تستمر مثل هذه الفعاليات التي تعزز من الترابط الاجتماعي. إلى ذلك، بين سعود البقار أن احتفالات العيد في جنوبيالطائف أسهمت بشكل كبير في عودة الكثير من السكان إلى قراهم، في أجواء حميمية، بتجاذبون فيها أطراف الحديث حول شؤون الحياة كافة. وشدد البقار على أهمية استمرار تلك المناسبات خلال الأعياد المقبلة، وأن تشهد التطوير والتوسع، لما فيها من فوائد عدة، ملمحا إلى أنه يقضي فيها أجواء جميلة وهو يلتقي زملاء باعدت بينهم مشاغل الحياة ولم يلتق بهم منذ سنوات عدة. بينما، رأى خالد سعيد أن تلك الاجتماعات تجسد التلاحم بين أفراد المجتمع في أفضل صوره، مشيرا إلى أن الجميع يشاركون في تحضير الإفطار الجماعي الذي يعدونه في منازلهم حسب توزيع المهام عليهم. وذكر سعيد أن جميع الأهالي يشاركون في تحضر الإفطار المكون من الخبز والسمن والعسل والمأكولات الشعبية المختلفة، لافتا إلى أن الاحتفال يستمر لثلاثة أيام، قبل أن يودع السكان المخيم ليعودون إلى مدنهم للاستعداد للدوام الرسمي. حميمية خاصة أشار المواطن خالد سعيد إلى أن حضور عدد كبير من الأعيان والوجهاء تلك المناسبات يضفي عليها، مزيدا من الحميمية، خصوصا أنهم دائما ما يوصون بنبذ الأحقاد والخلافات بين الجميع.