للعيد ذكريات ما تزال حاضرة في العقول وتحن إليها القلوب، ولا يمكن أن تغادر مخيلة أبناء الجمالين، إذ يحرص الأهالي في التسابق بزكاة الفطر فتكون على قائمة جدولهم في التجهيزات لاحتفالات عيد الفطر، يلي ذلك البدء في زيارات المعايدة على الجيران بحسب الأحياء، ويختتم أهالي قرية الجمالين في بلاد ربيع بالعام الحالي 05 عاما من الاحتفالات بالعيد. وهم يحتفلون بالعيد سويا في مكان واحد رغم بعد المسافات بين فلذات أكبادهم الذين أبعدتهم ظروف الحياة.. وتشكل هذه الاجتماعات عادات سنوية تتمثل في اجتماع كافة أبناء القرية الذين يزيد عددهم على 400 شخص في مخيم واحد أعد لهذه المناسبة، وتنطلق الاحتفالية بعد صلاة العيد في مسجد القرية. وفي هذا السياق أفاد شيخ قبيلة ربيع الشيخ فهد بن عواض أبالعون أن هذه العادة التي توارثناها عن الآباء والأجداد لا تزال مستمرة، مما يساهم في التقاء أبناء القرية والقبيلة بهدف تجديد التواصل وغرس المودة والإخاء وتوثيق الصلات بينهم في جو أسري تسوده الأخوة والتآلف. إلى ذلك، أفاد أمين صندوق الاحتفال مسعود بن حسن الربيعي أنهم يرصدون ميزانية لشراء نحو 50 رأسا من الخرفان لتذبح في الأيام الثلاثة، مشيرا إلى أنهم أعدوا مخيما كبيرا يحتويهم خلال الاحتفال بالمناسبة السعيدة. وأضاف أن الاجتماع يهدف إلى إضفاء الفرحة والسعادة على الجميع بعد ان اصبح ابناء القرية لا يلتقون إلا مرة واحدة في العام بسبب التحاقهم بوظائف في مناطق مختلفة من المملكة. من جهتهم اعتبر عدد من أهالي قرية الجمالين أن الاجتماعات السنوية في قريتهم عادة حميدة تعزز من تواصلهم وتعاضدهم، مرجعين استمرار هذه العادة منذ نصف قرن إلى أنها لا تكلف كثيرا، حيث تقسم ميزانية الحفل بينهم بالتساوي. توريث الأبناء أهالي قرية الجمالين أكدوا أنهم سيحافظون على هذه العادة في السنوات المقبلة، وسيوصون أبناءهم بالتمسك بها، لأنها تقوي الروابط الاجتماعية والجوانب الإنسانية بينهم وتذيب أي خلافات قد تنشأ.