يأتي العيد كل عام ورجال الأمن البواسل يضحون بالكثير من أوقاتهم في سبيل خدمة الوطن والمواطن ففي أيامه تزيد حدة العمل، والتأهب واليقظة والاستنفار الكامل للقوى الأمنية، فداخل غرف العمليات، وفي الميادين والطرقات حركة لا تهدأ ونشاط مستمر فالمتجول في العاصمة المقدسة يشعر بأن الأمن على أشده بالإحساس المتنامي لدور رجل الشرطة، إذ جندت الدوريات الأمنية التي تجوب الشوارع، خاصة في أعمق الأحياء الشعبية، فتعمل على تأمين مواقع احتفالات العيد، ومتابعة الحالة الأمنية عبر أكثر من 350 كاميرا في عدد من ميادين العاصمة المقدسة يتابعها 157 رجل أمن في غرفة دوريات مكةالمكرمة يتابعون أكثر من 300 دورية ميدانية. وفي هذا الصدد يوضح مدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء عساف القرشي، أن الجهات الأمنية في مكةالمكرمة تعد خططا لمتابعة الحالة الأمنية في جميع مواقع الاحتفالات بعيد الفطر المبارك والمواقع الأخرى، وما هذا إلا امتداد للدور الحيوي الذي يقوم به رجال الأمن خلال أيام شهر رمضان المبارك، خاصة تلك الجهود المتميزة التي يبذلها رجال الأمن في العاصمة المقدسة خلال العشر الأواخر من الشهر الكريم، وما يشهده المسجد الحرام من أعمال التوسعة والمنطقة المركزية من كثافة بشرية، ورغم ذلك التحدي الذي يواجه رجال الأمن استطاعوا بكل جدارة التغلب عليه، وحصد ثناء جميع المسؤولين، وأثبتوا للجميع أنهم رجال المواقف الصعبة الذين يعتمد عليهم في أشد الظروف. حيث وضعت شرطة مكةالمكرمة خطتها الأمنية الميدانية، التي تم تنفيذها خلال أيام عيد الفطر المبارك في جميع المواقع، وعلى الأخص في مواقع الاحتفالات التي حددتها أمانة العاصمة المقدسة ومراكز الأحياء سواء في داخل الأحياء أو الأماكن العامة، بتوجيه من إمارة المنطقة بالإضافة إلى تواجدهم في كل المواقع في أنحاء العاصمة المقدسة، وبين القرشي أن هذا التواجد المكثف يحتاج إلى مرابطة لكثير من رجال الأمن الذين يضحون كثيرا بأوقاتهم فضلا عن المناسبات الاجتماعية، التي لا يستطيعون المشاركة فيها بحكم الارتباطات العملية والمرابطات التي تحتم عليهم التواجد على رأس العمل، فأيام العيد بالنسبة لهم تعني مزيدا من الجهود واليقظة الأمنية. وأشار قائد الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة العقيد سعيد بن سالم القرني، أن العمل المتواصل سواء داخل غرفة العمليات أو في الدوريات الأمنية في الميدان، خاصة عند مداخل ومخارج مكةالمكرمة، ومواقع الاحتفالات هو أمر طبيعي؛ لإفشال أي محاولة عبث بالأمن، حيث إن هناك من يستغل مثل هذه المناسبات؛ ظنا أن عيون الأمن في غفلة عن المتابعة والعمل، لكن الواقع يثبت العكس فتجد دائما الانتشار لرجال الأمن في مختلف شوارع وأحياء وطرقات العاصمة المقدسة على مدار الساعة، وحتى في وقت الإفطار في شهر رمضان المبارك. وأضاف القرني أن المجرمين يستغلون مناسبات الأعياد لمزاولة نشاطهم الإجرامي، ولكن رجال الأمن عيون ساهرة توفر الحماية والأمان للمواطن والمقيم على حدٍ سواء، مضحين بأنفسهم وأفراحهم وأيام العيد التي تعتبر أسعد الأيام، التي تعيشها الأسر ويعيشها الأب مع أفراد عائلته خدمة لهذا البلد الأمين، وأضاف قائلا: لكم أن تتصورا فرحة العيد في العائلة دون حضور الأب ولكننا ننسى آلامنا عشقا لتراب الوطن الغالي لحمايته من كل معتدٍ ومغرض ومتربص حتى وإن ضحينا بأنفسنا وأبنائنا، وأغلى أوقاتنا.. وقال مدير غرفة عمليات الدوريات الأمنية في العاصمة المقدسة النقيب عبدالمحسن الحارثي: إن شعوره لا يختلف عن بقية أفراد الأمن من زملائه المرابطين في غرفة العمليات أو الميدان أو المواقع المختلفة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار للوطن، مشيرا إلى أن مايقوم به رجال الأمن هو عمل من أجل الحفاظ على حياة المواطنين والمقيمين، وتوفير حياة آمنة مستقرة لهم ولذويهم، لافتا إلى أن جميع أفراد غرفة عمليات الدوريات الأمنية بمكةالمكرمة في حالة استنفار وجاهزية في كل الأوقات خدمة للوطن، وكل أبنائنا وأسرنا يقدرون ذلك ويفتخرون به.