أوضح رئيس جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالأحساء ورئيس المحاكم الشرعية الشيخ سامي بن فهد الحادي أن الجمعية أنجزت مشروع وقف الوالدين الأول لنشر تعليم القرآن الكريم بتبرعٍ وقدره 3 ملايين و600 ألف ريال، وتقوم الجمعية من خلاله بتمويل حلق التحفيظ، وذلك بحبس الأصل وتسبيل المنفعة، وقال: «لقد سمى العلماء الصدقة الجارية بالوقف الخيري؛ لأنه يجري أجرها ما دام الوقف منتفعا بريعه وعطائه ونتاجه، سواء كان بيتا أو بستانا أو أرضا مستثمرة، ويعود ذلك كله أو بعضه على مسجد أو حلقات تحفيظ القرآن الكريم بهدف استمرار الأجر والثواب للواقف ما دام الوقف منتفعا به أو من ريعه وإيجاد مقر دائم لمرافق الجمعية والمدارس النسائية». وأفاد بأن هذا المشروع يمثل تذكيرا للمتبرع أنه من باب البر بالوالدين أن يتبرع عنهم طلبا للأجر والمثوبة، وأبان أن الجمعية افتتحت مدرسة صباحية للنساء في قرية الشعبة، وهي أول مدرسةٍ من نوعها لتقديم برامج قيمة، منها الحافظ الصغير والأم الحافظة وحصة نشاط ودروس أخرى، كما نفذت دورة لمنح الإجازة في القرآن الكريم، بالإضافة لبرنامج (حافظ من البادية) يهتم بطلاب الهجر وتحتضن الجمعية 500 طالب من الهجر، وترعى 381 حلقة من حلقات التحفيظ منها 240 حلقة للبنين يدرس بها 4627 دارسا و141 حلقة للبنات تدرس بها3632 دارسة يدرسهم 224 معلما بإشراف 16 لجنة تعمل على تحقيق رسالة الجمعية التي تتطلع لعقد حلقة في كل مسجد وتسعى لجمع مليوني ريال لشراء عمارة سكنية تتكون من دورين و16 شقة واستثمارها وصرف ريعها على تعليم القرآن الكريم، وأكد الحادي عزم الجمعية في الاستمرار بتنفيذ برامجها وتوسيع نشاطها ووضع الخطط المستقبلية لأنشطتها. ولفت الحادي إلى أن الجمعية تنفذ مشروع كفالة حلقة ومعلم وحث أفراد المجتمع على المساهمة في هذا المشروع، وذلك بقيام شخص أو أكثر بالتبرع لكفالة معلم وحلقة تتكون من 20 طالبا لمدة عام ليتم بذلك إيجاد مورد ماليٍ ثابت لكل معلم وحلقة من حلق القرآن والتخفيف من الأعباء المالية المصروفة على الحلق والمعلمين والاستفادة من ذلك في تنفيذ مشاريع أخرى، وأضاف أن الإنفاق على حلقات القرآن يهدف إلى إعمار المساجد بذكر الله وبتعليم القرآن ومدارسته، وقد ثبت في الصحيح من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وقال الحادي أن العناية بكتاب الله حفظا وتلاوة وتدبرا من أجل ما تنهض إليه الهمم وتصرف إليه الأوقات وتنفق فيه الأموال، وإنه لشرف لبلادنا أمة وقيادة أن يكون القرآن دستورها وخدمة كتاب الله غايتها بنشر تعاليمه في كافة أنحائها من خلال الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، فجمعية التحفيظ في الأحساء تبذل قصارى جهدها في هذا المجال من خلال حلقات التحفيظ المنتشرة في مدن الأحساء وقراها وهجرها.