تقام خلال أيام عيد الفطر المبارك العديد من الفعاليات سواء الثقافية أو الاجتماعية وغيرها بمشاركة جميع أطياف المجتمع شباب ونساء وأطفال، ولعل غياب المشهد الرياضي عن هذه المناسبة السعيدة أمر جعل المتابع السعودي يتساءل عن أسباب الغياب، ولماذا لا تجرى فعالية رياضية خلال أيام العيد السعيد وتكون عادة سنوية، يلتقي من خلالها الرياضيين كافة وتقدم تهاني العيد بالإضافة إلى إقامة مباراة حبية تكريمية تجمع الجميع خلال هذه الأيام، خاصة في ظل توقف الأنشطة الرياضية وخروج اللاعبين إلى إجازة العيد. «عكاظ» وضعت الموضوع على طاولة الخبراء وبعض النقاد الرياضيين لمعرف رأيهم حول إمكانية تفعيل الدور الرياضي خلال أيام العيد، فكانت الحصيلة التالية: أوضح المتحدث الرسمي للاتحاد السعودي لكرة القدم عدنان المعيبد أن فكرة إقامة مباراة حبية واحتفالية خلال أيام العيد لن تلقى قبولا واسعا خاصة أن الظروف الاجتماعية لا تساعد في ذلك لأن الجميع منشغلون في اليومين الأولين من العيد السعيد كون الظروف الاجتماعية تحتم علينا ذلك، وأضاف «أعتقد الفكرة جيدة ولكن أرى أن إقامتها في اليوم الثالث أو الرابع أفضل خاصة أن الجميع يرتبط بمناسبات اجتماعية يصعب عليه الحضور أو حتى الاهتمام بها، كذلك لو تقام في الصالات المغلقة أفضل وتجرى بين نجوم الكرة السعودية 94 ونجوم 2002 أو أن تقام بين قدامى أندية الوسطى والغربية،خاصة أن الصالات دائما تكون مغلقة ومكيفة وما تشهده أجواء العاصمة هذه الأيام من حرارة في الجو تصعب من عملية الحضور لذلك سيكون الجو والعامل الاجتماعي سببان في عدم تواجد الجماهير بالشكل المطلوب، يلتقي على إثرها اللاعبون القدامى كما حدث في لقاء عمالقة السعودية والبرازيل لأن مثل هذه اللقاءات مطلوبة كثيرا لدى اللاعبين القدامى بالإضافة للمتابع السعودي الذي يحرص على مشاهدة جيل الذهب السابق»، ووضع المعيبد يده على هذا المقترح وأكد أن مثل هذه المباريات تعود بالفائدة على الجميع. البلطان: نحن السباقون بارك رئيس نادي الشباب خالد البلطان هذه الخطوة إن تمت من الاتحاد السعودي لكرة القدم، مبديا استعداد ناديه للمشاركة في مثل هذه المباريات خاصة إذا كانت ذا فائدة فنية على الفريق، وأضاف «نحن في نادي الشباب سباقون لمثل هذه المشاركات وحريصون دوما على تفعيل الجانب الاجتماعي بشكل واضح وكان آخرها إفطار الصائم وزيارة دار الأيتام، وما نقدمه هو شيء بسيط من دور الأندية تجاه المجتمع»، وتابع البلطان حديثه «يجب أن تكون تلك المشاركات في إطار واضح وممنهج وتساعد الأندية في خدمة المجتمع عن طريق إقامة المباريات الودية الحبية». علوان: الأندية جزء من المجتمع أثنى رئيس نادي الاتحاد السابق إبراهيم علوان على هذا المقترح، مؤكدا بأنه الواجب على الأندية الاندماج مع المجتمع وأن تكون جزءا لا يتجزأ منه، واستطرد «من المهم إقامة مثل هذه المباريات لأن الأندية ستشارك الشباب فرحتهم، أعتقد أن إقامة ديربي في كل منطقة مناسب وسيتحقق النجاح والمردود جراء هذه المشاركة، ولو اقتصر الحال على إقامة مباراة واحدة أرى أن الأنسب إقامة لقاء الاتحاد والأهلي لما تحمله مواجهاتهما من تنافس وطابع خاص بين الفريقين بالإضافة للكثافة والقاعدة الجماهيرية التي من المتوقع حضورها». المسحل: البحث عن الراحة أوضح عضو لجنة الأندية المحترفة بالاتحاد الآسيوي ياسر المسحل أنه من الصعوبة إقامة مثل هذه المباراة في هذا التوقيت بالذات حتى وإن كانت إحتفالية، بسبب خروج جميع اللاعبين في إجازاتهم، خاصة إذا ما علمنا أن اللاعبين قدموا للتو من معسكراتهم ويحتاجون للراحة والجلوس مع عائلاتهم والاستمتاع بالعيد، وأضاف «كما أن الأجواء الحارة تمنع الحضور الجماهيري من التواجد في الملعب ولكن إذا أقيمت تلك المباريات في خامس أيام العيد ستكون إيجابية للاعبين بعد عودتهم للتمارين وقضائهم إجازة العيد مع أهاليهم»، مشددا على أن إقامة مثل هذه المباريات خلال أيام عيد الأضحى سيكون أسهل بسبب الأجواء المساعدة على إقامتها والتي حينها سنكون في فصل الشتاء الأمر الذي سيساهم في الحضور الجماهيري بشكلٍ جيد ومقبول. العثمان: إقامتها أمر غير مجدٍ رفض إداري الفريق الأول لكرة القدم بنادي النصر سالم العثمان فكرة إقامة مثل هذه المباريات، مبينا أن إقامتها أمر غير مجد ولن يقبل من الجمهور الرياضي، مؤكدا بأن الجميع يرغب في قضاء إجازة العيد بين الأهل والأصدقاء وبعيدا عن كرة القدم، كما أن بعض اللاعبين من خارج المنطقة التي يسكن بها ويريد العودة إلى أهله فالأمر سيكون في غاية الصعوبة، وأضاف «هذه المباريات ستكون ذات فائدة ولكن في الوقت ذاته من الصعوبة إقامتها في مثل هذا التوقيت، فمثل هذه المباريات تنبذ التعصب الرياضي خاصة أنها احتفالية، ولكن أعتقد أن الجمهور سيكون بعيدا تماما عن الحضور بسبب العادات الاجتماعية التي تتصادف مع المناسبة السعيدة». القروني: تؤثر على اللاعبين رفض المدرب الوطني خالد القروني فكرة إقامة مثل هذه المباريات خاصة أن الجميع سيكونون مرتبطين في مناسباتهم الاجتماعية كما أن الأغلب سيقضي إجازته خارج الديار، وأضاف «الحضور الجماهيري سيكون ضعيفا بسبب سوء التوقيت، أضف لذلك أننا سنحرم اللاعبين من إجازاتهم والبقاء مع أهاليهم في هذه الأيام وقد ينعكس هذا سلبا على مستوى اللاعبين في المباريات الرسمية بحيث تخلق له انطباعا سلبيا»، واستدار القروني الذاكرة للوراء عندما كان مدربا للوحدة ولعب أمام الاتحاد ضمن مباريات كأس الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز يرحمه الله حينها لم تحضر الجماهير بسبب الانشغال في الزيارات والأفراح. العقيل: الاتحاد لا يرفض وبدورنا في «عكاظ» نقلنا تلك الآراء إلى نائب رئيس لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد العقيل الذي صادق على المقترح، مبينا بأن اتحاد القدم لا يرفض مثل هذه المباريات شريطة اتفاق الفريقين على إقامة المباراة ومن ثم التقدم بطلب إلى الاتحاد ويتم النظر في ذلك، وأضاف «هذه المباريات موجودة منذ زمن وسبق أن لعبت مباريات ودية في هذا التوقيت وعلى سبيل المثال الشباب سيواجه النصر في رابع أيام العيد في لقا ودي، ولكن أعتقد أن الأندية ليس لديها الوقت الكافي لإقامة مثل هذه الاحتفاليات خاصة إذا ما علمنا أنها تسابق الزمن لإنهاء استعداداتها لانطلاقة الدوري»، وأكد العقيل أن هذا المقترح جيد خاصة إن كانت مباريات ديربي أو مباريات جماهيرية.