رفض مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الدعوات إلى التشكيك في بداية شهر رمضان واستغلال ذلك للتنقص من الجهات الشرعية الرسمية في البلاد أو الطريقة الشرعية التي يتم بها إثبات دخول الشهور الهجرية. وقال، أمس، في اتصال هاتفي ل«عكاظ»: «صمنا بشرع الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)، أكملنا شعبان ثلاثين وصمنا على سنة واليوم نصوم والحمد لله فإن رأينا الهلال أفطرنا، وإن لم نر أكملنا ولا ينبغي التشكيك». وأضاف: ترائي الهلال بيد رجال أمناء على ما ائتمنوا عليه وأرجو الله أن يعينهم على مسؤوليتهم، مستطردا «المحكمة العليا وجميع الجهات العاملة بذلت جهدها فجزاهم الله خيرا، أما التشفي من الطريقة الشرعية في إثبات دخول الشهور والتشكيك والطعن في ذلك كله جهل وخطأ». وقال: أشكر الله جل وعلا أن بلغنا شهر رمضان وأعاننا على صيامه وقيامه وأشكره على ما من به علينا من نعم الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش ووحدة الصف والطمأنينة واجتماع الكلمة، فهذه النعم العظيمة يجب علينا أن نشكر الله عليها، ويجب علينا أن نعلم عظمتها، فالله تعالى يحب العبد أن يشكره على نعمه، ويحب أن يرى العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها. وأضاف: إخواني استقبلوا عيدكم بالفرح والسرور وتذكروا إخوانكم المحتاجين والمنكوبين وواسوهم بقدر استطاعتكم واحمدوا الله على هذه النعمة واختموا رمضان بالتوبة النصوح واعزموا على الأعمال الصالحة بعد رمضان وتمسكوا بدينكم واثبتوا على الحق، أسأل الله أن يؤلف قلوب الجميع ويهدي الجميع إلى طاعته. وزاد «أدعو إخوتي المصريين أن يوحدوا صفهم وكلمتهم وأسأل الله أن يعيذهم من الاختلاف ويهيئ لهم من أمرهم رشدا وأن يعيذهم من الفتن، وعليهم أن يعالجوا أمورهم بالحكمة والتعقل والتثبت، فالشعب المصري عزيز على الأمة، فإذا غرق في هذه الفتن خشينا عليه من الانهيار، عليهم السعي في تثبيت أقدامهم وسد الفجوة ومحاولة حل الاختلاف والإصلاح لعل الله أن يمن على الجميع بالتفاهم والتعاون، فإن هذه الفتن لا تخدم شيئا، لا بد من تفاهم وتنازل وحسن اختيار للأمور حتى تسير على المسار الصحيح، وأرجو الله أن يرحم حال إخواننا في سوريا، وأن يمن على العراق بالأمن والاستقرار، كما أرجو الله أن يمن على جميع بلاد المسلمين بالأمن والاستقرار». وبين المفتي أن حل المشاكل يمكن إذا صدقت النية، مضيفا «بالإخلاص يمكن حل كل مشكلة، فإذا تعصب كل لرأيه ووقف كل عند مبدئه وغلب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة فهذا بلاء عظيم».