تزدان أحياء القنفذة في أمسيات شهر رمضان المبارك منذ عقود، ببائعي الأكلات الشعبية المتنوعة، إذ يزداد الإقبال عليها في شهر الخير، لاسيما بعد أن يؤدي المسلمون صلاة التراويح، أبرزها «الفول، والبليلة، والقطايف، والسمبوسة»، التي يتفنن مقدموها في عرضها في مواقع مميزة ترى من بعيد بفضل تلك الأنوار والزينة التي تزدهي بها بسطاتهم. وعلى الرغم من تنوع أصناف المأكولات الرمضانية إلا أن محلات المأكولات الشعبية تزدحم في هذا الشهر الفضيل بروادها وزوارها الذين يقبلون على هذه الوجبات ذات الطابع الرمضاني، فيما تتزين العربات الخاصة بالبليلة بمختلف الإضاءات والفوانيس والأجراس لجذب الزبائن. «عكاظ» جالت داخل أروقة الأسواق الشعبية والتقت بعدد من الزوار والبائعين، حيث أوضح فهد الزاحمي أنه عقب الانتهاء من صلاة التراويح يذهب مع أصدقائه لتناول أطايب المأكولات الرمضانية، بدءا من الشربة سيدة المائدة ووصيفة الشرف السمبوسة، بالإضافة إلى السوبيا التي تزدهي مع دخول شهر رمضان المبارك، مشيرا إلى أن بسطات السوبيا تشرع في الانتشار بمناطق البيع الأكثر ازدحاما خاصة الأسواق الشعبية، وتحاول جاهدة الاحتفاظ بزبائنها. من جانبه، أفاد محمد الربيعي بائع بليلة في أحد الأسواق الشعبية بالقنفذة أنه يقتات من هذه المهنة منذ 15 سنة، لافتا إلى أنها يكثر الطلب عليها في شهر رمضان الكريم من قبل الأطفال والشباب والكبار، مبينا أن عملية الطهي لديه تستغرق نحو ثلاث ساعات ثم تضاف - بحسب طلب الزبون - المخللات عند تسليمها للعميل وتضاف لها كذلك بعض البهارات والبطاطا التي تعطيها مذاقا رائعا، فضلا عن البهارات الحارة لمن يفضلها. وبدوره، أشار ثامر الحازمي بائع سمبوسة إلى أن البساطات الرمضانية تمتلئ بأشكال كثيرة من المأكولات والمشروبات، في تقليد توارثه الأهالي منذ سنين طويلة وتمسك به الأبناء بعد الآباء. ويشير ناصر الزهراني إلى أن عددا من الشباب فكروا بطريقة صحيحة وضربوا الخجل في مقتل بواسطة اللجوء إلى البساطات الرمضانية لممارسة البيع دون معاون يشد من أزره ويأخذ بيده إلى الأمام يتسلل إليه الملل ويتبادر إلى ذهنه شعور بأنه أقل من غيره من الشباب. ويشدد على ضرورة عدم الاهتمام بما يسمعه من تعليقات لبعض الشباب الذين يحاولون تكسير مجاديف بائعي السوبيا أو البليلة ما قد يتسبب في تحطيمهم معنويا لتنتابهم الأفكار التي تدفعهم إلى التوقف ووضع حد للاستمرارية في العمل. من جهة أخرى كشف رئيس بلدية القنفذة الدكتور سالم علي منيف أن البساطات الرمضانية بالقنفذة والتي اعتمدتها البلديات توفر مردودا ماديا لأكثر من 600 شاب يعملون في هذه البسطات اليومية، ووفرت لهم مساحات واسعة لبيع معروضاتهم الرمضانية في الأسواق التي تشهدها القنفذة وجميع القرى التابعة لها، مشيرا إلى أن الشباب الذين يعملون في هذه المباسط تتنوع معروضاتهم، بين بيع الحلويات والسمبوسك والبعض الآخر يبيع الهواري وهي أكلة مشهورة بالقنفذة.