أثارت شخصية «خلف الله» التي يجسدها الفنان نور الشريف في المسلسل الرمضاني خلف الله، جدلا كبيرا متوقعا استمراره حتى بعد انتهاء عرضه نظرا لما تتضمنه الشخصية من الدخول إلى عوالم ميتافيزيقية تتعلق بعلاج السحر والتعامل مع الجن والقدرة على شفاء الناس بأساليب لا يعترف بها العلم مما اعتبره البعض ردة عن مسيرة نور الشريف الفنية التي تدعو للاستنارة بجانب تكريس شخصيات دينية معتدلة مثل عمر بن عبدالعزيز وكذلك تصحيح صورة هارون الرشيد المفترى عليه وغيرها من الأعمال. في إطار الدراما التراجيدية تدور الأحداث في إحدى القرى البعيدة حيث شخصية خلف الله (نور الشريف) صاحب الكرامات والذي يجد لدى أبناء قريته وأهلها ثقة كبيرة ومكانة عظيمة لتوقعه حدوث العديد من المواقف الغريبة التي تحدث في القرية مما يجعل تلك الميزة وسيلة لتأمين حياته دون أن يفقد عادته وتقاليده التي ورثها عن أجداده. ونرى خلف الله يستخدم الرقية في علاج المرضى كما يظهر كما لو كان يمتلك مقدرة خاصة على رؤية ما سيحدث باعتبار ذلك هبة من الله جعلته يتمكن من خلالها استشراف مستقبل عائلته فقد رأى حلما ينبئه بموت زوجته وابنائه الثلاثة احتراقا، ويحاول منع ذلك من التحقق، الا ان القدر يكون اقوى، فيلقى افراد عائلته مصيرهم احتراقا. ويدفعه ذلك الى ترك عمله كمهندس ومستثمر اراض في قريته ويهيم على وجهه في الريف المصري..فيعالج الأشخاص ويصارع الشياطين التي تسكنهم، فيشفى ابن عمدة احدى القرى، وخلال علاجه الابن تشفى ايضا عاملة في المنزل من خلال القراءة والرقية ليذيع صيته وتطير شهرته في القرى والبلدان المجاورة، فيخطفه احد الأثرياء لمعالجة ابنة شقيقته المريضة نفسيا، فيعود لمصارعة الجن ويعترف بعدم قدرته على علاجها الا اذا تزوجها وبعد زواجه منها يخلصها من الجن الذي تلبسها ثم يطلقها. ومن ضمن الخوارق التي يصورها المسلسل، ايذاؤه بمجرد النظر لضابط اهانه، وغيرها من الأمور. وفي المسلسل يتزوج خلف الله أكثر من مرة ويدخل مستشفى الأمراض العقلية ويتعرض للسجن ويصارع هواجس ويواجه الاكتئاب، تأمل نظرات نور الشريف الممثل وهو يشعر بالغل والرغبة في الانتقام حين تتلبسه الرغبة في الكيد وكسر الحصار المفروض عليه.. نظرات تناقض الحالة الوجدانية والشفافية التي من المفروض أن يكون عليها.. لكنها نظرة متعمدة تكشف هذا المزيج المتناقض داخل الشخصية الاقرب للهوس والاستعانة بالغيبيات وتأمل أيضا علاقة خلف الله بياسمين التي يمتزج فيها الحب والوفاء بعدم الراحة التي لا يستشعرها إلا في أجواء أكثر بساطة وشعبية.. كذلك علاقته بصباح بائعة الشاي التي يعالج ابنتها المعاقة ثم يقرر الزواج بها ثم يتركها ويرحل في ملكوت الله وكأنه لم يترك شيئا عزيزا لديها وحب جارف جذبها إليه.. إنه مثل الرحالة أو بعض شخصيات المجاذيب في الرواية الشعبية والذين يظهرون ويختفون دون مشاعر تاركين خلفهم العديد من الاسئلة الحائرة التي لا تجد إجابة أبدا للتحول مع الوقت إلى شخصيات أسطورية يحتار في تفسيرها الحكماء.